جامع النوري و منارة الحدباء

بناؤه

يستقي المسجد اسمه من اسم نورالدينالزنكي الذي كان من الأعيان وخاض معارك في الحملات الصليبية الأولى من إقطاعية تغطي مساحات من الأرض فيما أصبح الآن تركيا و سوريا و العراق. وقد أقيم المسجد في عامي١١٧٢ و١١٧٣ قبيل وفاته، وكان يضم مدرسة إسلامية ويقع في الساحل الأيمن (الغربي) للموصل.

المئذنة

عندما زار الرحالة ابن بطوطة المدينة بعد ذلك بنحو قرنين من الزمان كانت المئذنة التي يبلغ ارتفاعها ٤٥ مترا قد بدأت تميل بالفعل. واشتهرت المئذنة باسم الحدباء بسبب ميلها. وفي القرن التاسع عشر، كتب الرحالة جراتان جيري يقول "هي مائلة بضع أقدام عن وضعها العمودي رغم أنها تبدأ بداية صحيحة عند الأرض. وعند القمة، قبل شرفتها وقبتها، تستعيد استواءها مرة أخرى. وهيئتها هيئة رجل ينحني". وقد بنيت المئذنة بسبعة خطوط من الطابوق (الطوب) المزخرف بأشكال هندسية معقدة تصعد نحو القمة بتصاميم كان لها وجود أيضا في بلاد فارس وآسيا الوسطى.

التاريخ الحديث

تم هدم المسجد والمدرسة الملحقة به وأعيد بناؤهما عام ١٩٤٢ في برنامج ترميم نفذته الحكومة العراقية

الجامع النوري أو الجامع الكبير أو جامع النوري الكبير هو من مساجد العراق التأريخية ويقع في الساحل الأيمن (الغربي) للموصل. وتسمى المنطقة المحيطة بالجامع محلة الجامع الكبير.
بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري أي أن عمره يناهز التسعة قرون، يُعتبر الجامع ثاني جامع يُبنى في الموصل بعد الجامع الأموي، أعيد إعماره عدة مرات كانت آخرها عام ١٣٦٣هـ/١٩٤٤م.
يشتهر الجامع بمنارتهِ المحدَّبة نحو الشرق، وهي الجزء الوحيد المتبقي في مكانه من البناء الأصلي. عادة ما تقرن كلمة الحدباء مع الموصل وتعد المنارة أحد أبرز الآثار التاريخية في المدينة. تتهدد المئذنة بسبب إهمالها بالانهيار، وكانت هناك عدة محاولات لإصلاحها من قبل وزارة السياحة والآثار العراقية، إلا أن هذه المحاولات لم تكن بالمستوى المطلوب. بعد معركة الموصل 2014 خطب فيه زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في يوليو ٢٠١٤؛ حيث كان أول ظهور له تعرض المسجد للقصف عدة مرات في معركة الموصل (٢٠١٦)، ودُمر داعش مسجد النوري  ومنارته الحدباء في یوم ٢١ يونيو (حزیران) عام ٢٠١٧.

بناء الجامع يعود تاريخ هذا الجامع إلى العهد الزنكي، وتحديداً إلى فترة تولي سيف الدين غازي الثاني بن مودود زمام الحكم في الموصل. فقد حكم البلدة لفترة وجيزة من٥٦٥ إلى ٥٧٦ هـ (١١٧٠-١١٨٠ م).وقد كان سيف الدين ضعيف الإرادة، مغلوباً على أمره، وقيل أن وزيره فخر الدين عبد المسيح كانت بيده السلطة الحقيقية ولم يكن لسيف الدين سوى الاسم. ضاق هذا الأمر على بردابكي نور الدين (وهو ابن أخ سيف الدين الثاني) فتوجه إلى الموصل واحتلها بلا مقاومة ٥٦٦ هـ.
ووكل نور الدين شيخه معين الدولة عمر بن محمد الملاء بأمر بناء الجامع.[هامش شكك بعض أتباع نور الدين في مدى أهلية الشيخ لتولي زمام إدارة البناء، فقالو له «إن هذا الرجل لا يصلح لمثل هذا العمل» فرد عليهم نور الدين «إذا وليت العمل بعض أصحابي من الأجناد أو الكتاب، أعلم أنه يظلم في بعض الأوقات، ولا يُبنى الجامع بظلم رجل مسلم، وإذا وليت هذا الشيخ، غلب على ظني أنه لا يظلم، فإذا ظلم كان الإثم عليه لا علي».
باشر الشيخ عمر ببناء الجامع سنة ٥٦٦ هـ فابتاع الخربة من أصحابها، بعد أن اشتراها بأوفر الأثمان، وكان يملأ تنانير الجص بنفسه، وبقي يشتغل في عمارة الجامع ثلاث سنوات، إلى أن انتهى منه سنة 568 هـ.
بعد أن فرغ من عمارة الجامع، رأى من المستحسن أن يبني به مدرسة، وعرفت فيما بعد بمدرسة الجامع النوري. يقول ابن كثير في البداية والنهاية أن أول مدرس في المدرسة كان أبي بكر البرقاني تلميذ محمد بن يحيى تلميذ الغزالي. في حين تذكر مصادر أخرى أنه عماد الدين أبو بكر التوقاني الشافعي وأنه تباحث مع ابن شداد.
وكان نور الدين قد رجع إلى الموصل سنة ٥٦٨ هـ وصلى في جامعه، بعد أن فرشه بالبسط والحصران، وعين له مؤذنين وخدمًا وقومة ورتب له ما يلزمه.
كان للجامع عدة أوقاف منها "العقر الحميدية" و"قيسارية الجامع النوري" و"أرض خبرات الجمس".
تكلفة بناء الجامع غير معروفة ولكن تتراوح التقديرات بين وستين ألف دينار وثلثمائة ألف دينار. ويذكر أن في زيارة نور الدين الثانية (٥٦٨ هـ) للموصل كان جالسا على دجلة وجاءه إليه شيخه معين الدولة وقدم إليه دفاتر الخرج وقال له: «يا مولانا، أشتهي أن تنظر فيها» فقال له نور الدين: «ياشيخ، عملنا هذا لله، فدع الحساب ليوم الحساب» وأخذ الدفاتر ورماها في دجلة.

ووكل نور الدين شيخه معين الدولة عمر بن محمد الملاء بأمر بناء الجامع شكك بعض أتباع نور الدين في مدى أهلية الشيخ لتولي زمام إدارة البناء، فقالو له «إن هذا الرجل لا يصلح لمثل هذا العمل» فرد عليهم نور الدين «إذا وليت العمل بعض أصحابي من الأجناد أو الكتاب، أعلم أنه يظلم في بعض الأوقات، ولا يُبنى الجامع بظلم رجل مسلم، وإذا وليت هذا الشيخ، غلب على ظني أنه لا يظلم، فإذا ظلم كان الإثم عليه لا علي».
باشر الشيخ عمر ببناء الجامع سنة ٥٦٦ هـ فابتاع الخربة من أصحابها، بعد أن اشتراها بأوفر الأثمان، وكان يملأ تنانير الجص بنفسه، وبقي يشتغل في عمارة الجامع ثلاث سنوات، إلى أن انتهى منه سنة ٥٦٨ هـ.
بعد أن فرغ من عمارة الجامع، رأى من المستحسن أن يبني به مدرسة، وعرفت فيما بعد بمدرسة الجامع النوري. يقول ابن كثير في البداية والنهاية أن أول مدرس في المدرسة كان أبي بكر البرقاني تلميذ محمد بن يحيى تلميذ الغزالي. في حين تذكر مصادر أخرى أنه عماد الدين أبو بكر التوقاني الشافعي وأنه تباحث مع ابن شداد.
وكان نور الدين قد رجع إلى الموصل سنة ٥٦٨ هـ وصلى في جامعه، بعد أن فرشه بالبسط والحصران، وعين له مؤذنين وخدمًا وقومة ورتب له ما يلزمه.
كان للجامع عدة أوقاف منها "العقر الحميدية" و"قيسارية الجامع النوري" و"أرض خبرات الجمس".
تكلفة بناء الجامع غير معروفة ولكن تتراوح التقديرات بين وستين ألف دينار وثلثمائة ألف دينار. ويذكر أن في زيارة نور الدين الثانية (٥٦٨ هـ) للموصل كان جالسا على دجلة وجاءه إليه شيخه معين الدولة وقدم إليه دفاتر الخرج وقال له: «يا مولانا، أشتهي أن تنظر فيها» فقال له نور الدين: «ياشيخ، عملنا هذا لله، فدع الحساب ليوم الحساب» وأخذ الدفاتر ورماها في دجلة.

تدمیر المسجد

الجامع النوري الكبير في الموصل ومئذنته المائلة الشهيرة التي نسفت يوم الأربعاء ٢١ حزیران عام ٢٠١٧ بينما كانت القوات العراقية تتقدم من آخر معاقل تنظيم داعش، شاهدا على بداية ظهور ذلك التنظيم ونهايته أيضا، فهذا هو المسجد الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي قيام ما يسمى دولة الخلافة في الرابع من يوليو (تموز) عام ٢٠١٤.