تيمور .. أحد الخاضين لتجربة عمليات الأنفال وأحد الناجين منها

   2011-04-13

كل ما يعرفه الناس عن تيمور عبدالله ، انه من قرية كولةجو، وهو الوحيد الذي خاض تجربة عمليات الانفال من الداخل وبكل تفاصيلها وعاش من بعد ليرويها. هذا كل ما كنت اعرفه وانا في لندن، على الرغم من اني كنت اجهل ماذا تعني عمليات الانفال وما الغاية منها، وكنت كذلك لا ادري مدى امكانية تصديق رواية الصبي ؛ فكانت مقابلة جافة ومتكلفة. كانت كلمة الانفال، ولهذا الحد مجرد اسم بالنسبة لي، اسم الح في الظهور في كل مسودات ووثائق الامن التي اعطيت لي والتي لها علاقة باختفاء اعداد كبيرة من الاكراد في 1988 . الكثيرون هم الناجون مممن شهدوا هجمات على قراهم او عمليات لم الاكراد من شمال العراق. ولكن شخصا واحدا فقط هو من اختفى ليظهر ثانية بمعجزة ليحكي لنا ماذا حل به.

حصل اللقاء في معسكر مهجور للجيش ، مسافة نصف ساعة سياقة بالسيارة في المناطق الجبلية المحيطة بالسليمانية. بدت شبابيك البنايات سوداء من القنابل التي اصابتها فبرزت منتشرة على الجبل الذي لا يقطع خط نظرك فيه اي شئ وبكل الاتجاهات. في الوقت الذي كانت فيه ترتيبات اللقاء جديرة بالملاحظة ، كان المحيط تعيسا – محاطا بجدران، واسلاك شائكة ونقاط حراسة. كانت حياة تيمور منذ انتفاضة آذار قد نظمت على اساس انه هدف اساسي للاغتيال من قبل عملاء ووكلاء صدام . ولقد بدى واضحا ان الصبي قد تحول الى رمز، خادم للقضية، تمثال حي للشعب الكردي الذي كان يعاني.

بدا تيمور هادئا وسلبيا على مدى اللقاء. خلال الساعات الستة عشر التي قضيتها برفقته لم يتكلم الا اذا حدثته؛ وكان جوابه مؤدبا دائما، وبكلمة واحدة، ولم يبد اية مشاعر او احاسيس البتة. هل كان يخفيها بسبب الصدمة؟ ام هل كان عليه التصرف كبطل وان الابطال لا يبكون؟ لربما كانت ترتيبات المقابلة من قبل شخص اجنبي وفي مثل هذا المحيط الغريب لا تدعو الى التعبير عن الاحاسيس من قبل شخص هو لا يزال صغيرا على اية حال. كان يبدو بيشمركة صغير وهو يرتدي زيهم. افراد كل تنظيم كردي يلفون حزاما من قماش على الخصر يختلف ويتميزعنه لدى بقية التنظيمات.

لم يكن بالامكان تامين الخصوصية التي كنت احتاجها وآمل ان احصل عليها. لذا كان علي ان اصحب تيمور عائدا ومعه عدد كبير من حمايته من الرجال المسلحين الى مدينة السليمانية. وصلنا الى بيت يقع وسط المدينة، وبعد مراسيم الضيافة المعهودة وتناول اقداحا لا حصر لها من الشاي، جهزت لنا غرفة خاصة واخيرا بدأت المقابلة مساءا، ولكن الكهرباء كانت قد انقطعت عن كل مدينة السليمانية. وظلت تنقطع وتعود طيلة تلك الليلة، انه يوم آخر من لاقينا فيه النحس .

كنت منزعجا ومضطربا نتيجة لذلك. من كان يتوقع مثل هذا العدد من الناس ملتفين حولنا؟ كانت الفكرة مجرد الجلوس مع تيمور وتسجيل المحادثة. لم اكن اتوقع مثل هذه التعقيدات. انني حين اذكر هذا فلربما ان التوتر الذي اصابني قد اثر على سير المقابلة. كنت اتوقع الكثير منه، واردت كل التفاصيل الصغيرة والدقيقة لما حدث. لربما كنت قاسيا بعض الشئ على الصبي.

بدات المقابلة باخباره انني كنت قد ولدت في بغداد ولكنني عشت في الخارج وقطعت آلاف الاميال لاجل التحدث معه. اخبرته انني اريد ان اسمع كل شئ، وبضمنها الذكريات التي لا يزال يعيش معها وتعيش معه، اذكر انني رددت لاكثر من مرة:" لا تشعر ان هناك اي من التفاصيل غير جديرة بذكرها والتحدث عنها". قلت كل هذا قبل بدء المقابلة، وكانه لم يكن ليريد الا بث اصغر وادق التفاصيل لما كان قد مر به. لا بد وان كل هذه مجتمعة قد ساهمت في اخافة الصبي. " من هذا الرجل؟ ، ومالذي يريده مني؟، وما الذي ساحصل عليه جراء هذا؟ ولماذا هو مهتم بحكايتي الى هذا الحد ؟ وما الذي سيحصل عليه ؟ منذ وقت العشاء امس وخلال الفطور هذا الصباح وهو يسرق النظر الي. كلما اجبت ابتسامته بمثلها او عبرت عن اهتمامي بنظرته الي، كان يناى بوجهه عني وكأنه لم يكن ينظر الي اساسا. كان لتيمور اسبابه المقنعة بالا يثق باي مخلوق ثانية ابدا .

اعتقد ان الصبي لا يريد التحدث الي. لقد القت به الظروف الى كوابيس وعالم قاس. لربما انه لم يعرف ابدا حياة الطفولة. ولكن الصبي كان قد قيل له ان عليه التحدث مع هذا الغريب القادم من بعيد ففي حديثه فائدة لقضية شعبه. لقد جهز واعد لهذه المناسبة ولربما مارس تجربة عليها مرة او مرتين في ماذا عليه قوله وماذا عليه اجتنابه. لم يكن راغبا في الحديث، بل كان متوقعا منه ، وهذه هي ثقافة المجتمعات التي يؤدي فيها افراده ما متوقع منهم اداءه. ان هذه الممارسات تعلم للاطفال منذ نعومة اضفارهم.

بدأ تيمور نفث قصته دفعة مبتسرة واحدة ، لم يضف فيها اي شئ لما كنت اعرفه من خلال شريط الفديو الذي كنت قد شاهدته لاول مرة في آب. لم اقطع كل هذه المسافة لاسمع حديثا موجزا "معلبا" كالذي سمعت. وبدأ التوتر والحنق ينتابني ثانية، فبدأت ثانية محاولا نبش التفاصيل والبحث عنها بنفسي من خلال اسئلة قصيرة بسيطة مركزة، دون الاتكال على الصبي. وبعد فترة، بدأ السرد اكثر تناغما فايقنت انني قد حققت شيئا. كيف كان يشعر؟ لا اعرف. لم يكن تيمور يتوقع اي شئ بهذا البعد. هل لمعت عيناه وبرقت؟ مرة او اثنتان، اظنه قال اشياء لم يكن يرد قولها. لا زالت الفكرة تنتابني. اذكر انني عملت باستمرار دونما توقف، الا حين تنقطع القوة الكهربائية عن كل ارجاء السليمانية.

ما تبع ذلك هو كتابة المقابلة، حذف المتكرر من الكلام وتهذيب ذلك النفث الرسيع الاولي اضافة الى بعض الاستطراد. ابدلت الكلمات الغريبة، واماكن بعض الجمل الاستفهامية بسؤال هنا او هناك، مجرد ان اجعل ما قاله تيمور واضحا للقارئ.

المقابلة

اليوم الذي اخذك فيه الجيش من القرية، هل تتذكره جيدا؟
نعم
ماذا كنت تصنع؟
قبل مجئ الجيش؟
نعم قبل مجئ الجيش. ماذا كنت تصنع؟
لم يأت الجيش الى قريتنا.
( الوحدات الكردية التي كانت تعمل تحت امرة الجيش العراقي، الجحوش، هم من اتوا الى قرية تيمور وليس الجيش العراقي)
ما الذي أخذوه؟
الجميع، الرجال والنساء والاطفال.
هل حدث قتال؟
لا
( الجحوش اخذوا تيمور واباه وامه واخواته الثلاثة، اضافة الى كل من في القرية، الى قلعة قوره تو مرورا بقرية ميلاسوره. كان القصد من خط اسئلتي كي اعلم ماهو طبيعة اليوم الاعتيادي في حياة تيمور قبل ان تظهر في حياته عمليات الانفال. هو اما لم يفهمني او انه لم يكن يرغب في الاجابة على هذا السؤال. في هذه المرحلة من المقابلة كان الحديث باللغة العربية. وبعد قليل تحولنا وبناءا على طلبه الى اللغة الكردية من خلال مترجم.)
ماذا حدث؟
قال الجحوش انهم سوف يأخذوننا تحت حراستهم الى قرية كالار، ولكنهم كذبوا، فقد اخذونا بدلا من ذلك الى قلعة قوره تو. وبقينا هناك لعشرة ايام الى ان ارسلوا بنا الى سجن في توبزاوه في كركوك.
كيف ارسلوا بكم الى هناك؟
بواسطة سيارات عسكرية كبيرة. تلك التي يسمونها "ايفا"

( "ايفا" اسم يطلق محليا على عجلات النقل المصنوعة في المانيا "الشرقية" والواسعة الاستخدام ضمن قطعات الجيش العراقي)
كم عدد العجلات؟
كبير
عشرة؟
لا، لا، عدد كبير حوالي 30 او 40
هل كان هناك دبابات؟
لا
كيف اخذوكم؟
القوا بنا داخل عجلات الحمل "اللوريات" واخذونا
هل كانت هناك اية اوامر؟ على سبيل المثال، ضابط كان يصرخ بكلمات ما، ينادي على الناس بالمجئ وركوب اللوريات؟ شئ كهذا. هل تذكر شيئا مما قيل؟
لا
لم يقولوا شيئا‍
لا
كيف عرفتم ما عليكم فعله؟
كل ما قالوه هو ادخلوا اركبوا باللوريات
هل قالوا لماذا عليكم دخول اللوريات؟
لا
هل اعطوكم سببا لما كان يحدث؟
لا
حسنا. امروكم بركوب اللوريات، ثم ماذا حدث؟
ركبنا باللوريات
كيف؟ حسب العوائل ، اي عائلة تلو اخرى؟
نعم حسب العوائل
هل جزأوا العوائل؟
لا
كم عدد الاشخاص الذين حملوا بكل لوري؟

لا اعلم
كم كنتم انتم في اللوري؟
حسنا، كان اللوري مملوءا
هل اجلستم ام كنتم واقفين
كنا جالسين

ماذا حل بالاغراض، الاثاث، الحيوانات، والعربات التي جلبتموها معكم؟

المقتنيات

مشروع اتهام لانشاء مجموعة دائمة من الصناعات الحرفية الثقافية للنظام السابق، بضمنه الكتب، والاغاني والافلام وبرامج التلفزيون والاعمال الفنية ووسائل الاعلام الاخرى التي لها علاقة بفضائع الفترة 1968 – 2003 . الفضائع التي قد تستثير وسائل الثقافة المختلفة للتعامل مع الاستبداد: الاحتجاج، التعايش، التكييف والتعاون التام.

الموقع

متحف للذكرى يحتوي على صناعات ثقافية، سواء منها المصنوعة لاضفاء الشرعية على الاعمال الوحشية في العراق، وتلك التي صنعت لمعارضتها. سيشمل المتحف ما اقترف بحق كل الطوائف العراقية، من العمليات المعادية للسامية في نهاية الستينات الى عمليات الانفال ضد اكراد العراق، الى الحملات ضد العراقيين الشيعة التي انتهت بمذابح 1991 الجماعية. سوف تطلب مؤسسة الذاكرة العراقية من سلطة الائتلاف المؤقت لوضع اليد على كل ادوات التعذيب الرئيسة التي تستولي عليها قوات التحالف والتي ستودع الى مكاتب مؤسسة الذاكرة العراقية في مجمع السيوف المتقاطعة.

 حكاية تيمور الكردي الناجي الوحيد من مقبرة السماوة الجماعية

خالد المعالي   2011-04-14

لم أكن أعرف شيئاً عن «عمليات الأنفال البطولية» (وتلك هي تسميتها الرسمية كما كانت بيانات علي حسن المجيد تعلن عنها عبر الأثير العراقي في برقيات الى «القائد الضرورة») حتى ذلك اليوم من عام 1993 عندما نشرت جريدة «دي تسايت» الألمانية الاسبوعية ملفاً انجزه كنعان مكية. وقد تضمن الملف حكاية تيمور، الصبي الكردي الذي استطاع جريحاً الهروب مساء من مقبرة جماعية في صحراء السماوة، وكيف أنقذته بدوية، بمعالجته واخفائه لفترة عامين حتى تم ايجاد أقرباء بعيدين له في الشمال العراقي. (ذلك أن جميع أفراد عائلته راحوا ضحية عمليات الانفال)، وهُرِّب تيمور الى أقاربه قبل غزو الكويت عام 1990 في عملية دبّرها الدفء الانساني والبساطة.

رعب التفاصيل الكاملة لعمليات الأنفال التي أودت بحياة 180 ألف مواطن عراقي كردي، تقاسمتهم مقابر جماعية مماثلة لتلك التي حوت غيرهم من العراقيين على طول هذا الوطن العراقي... ورعب التفاصيل الخاصة بحكاية تيمور جعلاني أفكّر فوراً بأختي خيرية، التي ما زالت حياتها قيد البداوة، تلك الحياة التي تركناها نحن جميعاً، إلا هي... هيأ لها مصيرها أن تثير الكلابُ انتباهها الى مصير تيمور، الصبي الكردي الهارب من المقبرة الجماعية الى خيمتها، الصدفة والقصد يتلاقيان في متاهة الصحراء... بعيداً من كابوس «البعث» وفي الخضم أيضاً.

لمعرفة التفاصيل فكّرت بالحديث الهاتفي الى أخي الأصغر كامل، الهارب من العراق آنذاك والمقيم في مخيم رفحا في السعودية، بعد مشاركته في انتفاضة عام 1991، والذي ما إن ذكرت له اسم تيمور حتى أخبرني بحكايته وحكاية هربه من المقبرة الجماعية، وكيف تنبهت اليه اختي مساء، حينما نبحته الكلاب، حيث وجدت تيمور جريحاً لا يفقه العربية، تائهاً لا حول له ولا لغة.

والحكاية التي يرويها كنعان مكية بدقة في الملف المذكور، هي فصل كامل من كتابه «القسوة والصمت»، والذي على رغم ترجمته الى العربية عام 1994، بقي بعيداً من التداول في البلدان العربية تجاوباً مع رغبة عارمة ما زالت سارية في ثقافة عربية لا تعترف بالآخر، حتى لو كان جزءاً منها، رغبة عارمة تسيطر على عقلية المثقف العربي، حتى لو كان من طراز عالم اجتماع مرموق مثل عبدالله العروي، الذي تلتغي لديه مواصفات الموزايك الاجتماعي العراقي وتُختصر الى شخصية «صدام حسين» الذي لا ينم ما يكتبه عنه عن أي تفصيل آخر يعرفه القاصي والداني من العراقيين، عكس تحليلاته الدقيقة للساسة المغاربة والجزائريين، انظر كتابه: «خواطر الصباح، الجزء الثالث»، باختصار في هذه الحالة لا يختلف تفكير عبدالله العروي عن المواطن العربي العادي الذي تحركه الفضائيات القاتلة، ويبقى السؤال ملحّاً هنا: من أنتج من؟ العروي رأي العامة، أم العامة أنتجت رأي العروي في العراق!

بقيت هذه الحكاية تدور في داخلي، لا تعرفها الا القلّة من الأصدقاء، أحياناً أرويها لأصدقاء أكراد عراقيين يدفعهم التطرّف في خطابهم الى الاعلان عن معاداة العرب، لكي أحاول أن أبيّن لهم أن البعد الإنساني أكبر من ضيق أفق الخطابات ذات المنزع القومي أو العرقي أو الطائفي، على رغم شعوري بالخطر على حياة أختي من جرارة الذبح الصدامية التي كانت تحصد الأخضر واليابس من أرواح الأحياء المقيمة والعابرة. انها حكاية السرّ الإنساني، الأخوة الثابتة في جوهر الإنسان.

عندما سافرت عام 1993 الى مناطق العراق الكردية المحررة، حاولت أن التقي تيمور، ولم أوفق بسبب ضيق الوقت، ولكني بعد عشرة أعوام تمكنتُ أنا نفسي من زيارة العراق والوصول الى مرابع الطفولة والشباب في مدينة السماوة وما حواليها، حيث انتشرت 24 مقبرة جماعية موزعة بين الصحراء، الريف والمدينة، ضمت عراقيين من كل الطوائف والأعراق، وكويتيين أيضاً، ووحدها المقبرة التي «اكتشفتْ» أخيراً وتضم 1500 ضحية، ضحاياها جميعهم من الأكراد فقط، أقول: «اكتشفتْ» لأن الجميع هناك يعرف خبر هذه المقابر وأخبار غيرها من الكوارث التي يمكن ملاحظة آثارها على الطبيعة، على البشر والشجر، وويل لمن فتح فمه أو أعتُقد بأنه يفعل ذلك في عراق «صدام حسين» و»بعثه».

عندما رأيت أختي التي كنت أرعى معها الماشية حينما كنا صغاراً وتربطنا ذكريات طفولة ومماحكات، أختي التي بقيت تجهل القراءة والكتابة، وقبلت مصيرها وتزوجت وأنجبت... ثم زوّجت بناتها وأنجبن هنّ بدورهن أحفاداً، أختي التي أضحت جدة، ما زالت تملك ذلك الحس الساخر والروح المرحة، على رغم علامات الوقار التي تفقدها حينما نعود الى ذكريات أيام رعي الأغنام، البحث عن المشروم وصيد الجراد. أقول: عندما رأيتها، لم أعد أتذكّر ما إذا كنّا تحدثنا عن تيمور، ربما مرّ ذكره سريعاً ولم نتوقف عنده كثيراً، فهو تحصيل حاصل عندها، وربما شدّتنا الذكريات الشخصية أكثر، شدّنا تأمل واحدنا الآخر، ماذا فعل الدهر به، كيف خدّد له وجهه وجعل المشيب يخط شعره، فقد كنا نتكلّم باختصار! نقول فقط ما قلّ ودلّ.

أختي الفقيرة حمّلتني الأبسطة الصوفية والمخدات التي تحوكها هي وبناتها بأيديهن كهدايا أزيّن بها مقامي في «الغربة»، هدايا حملتها معي باعتزاز... وحينما سألت كبرى بناتها، أنا الخال القادم من بعيد والذي لم تره أبداً، عن حال زوجها وعمله، أخبرتني بنبرة ساخرة: «قتله الرفاق». وكانت تعني أن البعثيين قتلوه أيامئذ! إجابة أضافت ألماً الى ألم متراكم وسيتراكم.