تنفيذ حكم الإعدام ببرزان والبندر على خلفية قضية الدجيل
اعلن
المتحدث الرسمي بأسم الحكومة العراقية علي الدباغ اليوم عن تنفيذ حكم الاعادم
الصادر بحق برزان التكريتي الاخ الغير الشقيق للدكتاتور صدام حسين ورئيس مايسمى
بمحكمة الثورة المنحلة عواد البند
ر في الساعة الثالثة من فجر الاثنين15.01.2007
في نفس الماكان الذي اعدم فيه صدام حسين.
من هو برزان التكريتي
كان برزان إبراهيم الحسن التكريتي - الأخ غيرُ الشقيق للرئيس العراقي السابق صدام حسين- قائد جهاز الشرطة السرية سابقا والذي كان يعرف بالمخابراتو كان برزان التكريتي لمدة 34 عاما رجل كل الأسرار في عهد صدام الرئيس السابق على مدار 34 عاما في الدولة كما في العائلة . ويُشتبه في ضلوعه في عمليات تعذيب وقتل الآلاف من معارض النظام العراقي السابق قمع الشيوعيين والأكراد وكان يكره صهره عدي . وتولى برزان في سنة 1989 منصب مندوب العراق لدى الأمم المتحدة في جنيف -بما فيها لجنة حقوق الإنسان. وظل بجنيف طيلة عشر سنوات، يعتقد أنه فتح خلالها حسابات سرية، لتدبير ثروة الرئيس في الخارج. وقد ألقت القوات الأمريكية القبض على هذا المسؤول البعثي، في شهر أبريل/ نيسان 2003. واعتُبر آنذاك مستشارا رئاسيا على دراية واسعة بأسرار النظام المُطاح به. و كان برزان من بين كبار مسؤولي جهاز المخابرات منذ سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يعين مديرا لهذا الجهاز. وقد ذكر مسؤول أمريكي -رفض الكشف عن هويته- بُعيد ألقاء القبض على برزان، أنه أدى دورا كبيرا في عمليات الاغتيال التي استهدفت خصوم النظام في الخارج والداخل. وقال هذا المصدر إن برزان عُرف، بغلظته وقسوته، في تصفية كل من اشتبه في ولائه من العسكريين العراقيين. ومن بداية المحاكمة الى نهايتها, انكر برزان التكريتي شرعية المحكمة التي كان يمثل امامها ونفى اي صلة له بحادثة الدجيل حيث قتل 148 قرويا شيعيا وصدر بحقه حكم الاعدام في اطارها.وكان برزان التكريتي (56 عاما) الودود مع ضيوفه والقاسي والعصبي جدا مع مساعديه, مهمشا منذ عودته الى العراق في 1999. لكن برزان ابراهيم الحسن وهو اسمه الحقيقي, كان يدين بولاء تام للرئيس الذي كان عديله ايضا بما انه تزوج من احلام الشقيقة الصغرى لساجدة خير الله, زوجة صدام حسين. وقد توفيت احلام في 1998.وبينما بدا طارق عزيز الموفد "اللبق" لصدام حسين, كان لبرزان الذي شغل لفترة طويلة منصب سفير العراق في الامم المتحدة في جنيف وعرف بشراسته, دور اساسي. وقد عقد الرجلان في التاسع من يناير/كانون الثاني 1991 اجتماعا مع وزير الخارجية الاميركية حينذاك جيمس بيكر وصف بانه "لقاء الفرصة الاخيرة" لمنع وقوع حرب الخليج, بعد خمسة اشهر من غزو الكويت. واعاد برزان التكريتي الذي كان مدير المخابرات العراقية من 1979 الى 1984, الحوار مع الاميركيين الذي قاد الى زيارة قام بها الى بغداد دونالد رامسفلد في 1983 بصفته مبعوثا رئاسيا خاصا الى الشرق الاوسط في عهد رونالد ريغان, خلال الحرب العراقية الايرانية (1980-1988). ولد برزان التكريتي في 1935 في تكريت على بعد 180 كيلومترا شمال بغداد, لابراهيم الحسن وصبحة طلفاح والدة صدام. وهو احد الاخوة غير الاشقاء لصدام حسين الذين بقي منهم على قيد الحياة وطبان ابراهيم وزير الداخلية السابق وسبعاوي ابراهيم مدير الامن الوطني المسجون حاليا لدى الجيش الاميركي. تخرج برزان الذي كان الابن المفضل لوالدته, من كلية العلوم السياسية في جامعة المستنصرية في بغداد. وقد رافق صدام حسين منذ استيلائه على السلطة في يوليو/تموز 1968.ومع انسحاب الرئيس احمد حسن البكر من السلطة في 1979, وتولي صدام حسين كل السلطات, برز برزان التكريتي بقوة. فعلى رأس المخابرات, قمع الشيوعيين الذين انسحبوا من الحكومة, والمعارضين الاكراد الذين لم يرضهم الحكم الذاتي الذي منح لهم في 1974. ويشتبه بانه قتل عددا كبيرا من افراد عائلة مسعود بارزاني الرئيس الحالي لاقليم كردستان. وحرمته وفاة والدته في 1983 من دعم كبير في النظام و"اقيل" ليقيم في منزل والدته في تكريت قبل ان يرسله صدام حسين الى جنيف مطلع 1989 حيث بقي عشر سنوات. ونسج برزان التكريتي علاقات مع ايران التي عادت الاتصالات معها, والعالم الغربي والسعوديين. وهو متهم "بادارة حسابات" اسرة صدام وبالالتفاف على برنامج "النفط مقابل الغذاء". وقد منح لنفسه حرية غير عادية داخل حزب البعث داعيا الى "احلال الديموقراطية" في العراق والى "وحدة" بدون اكراه, مع الكويت.
كان برزان التكريتي يكن
كرها لعدي النجل الاصغر لصدام حسين. ففي اكتوبر/تشرين الاول 1988 قتل عدي احد حراس
والده, فكشف برزان امره مما ادى الى توقيف عدي بضعة اشهر.
وفي 1995, تزوج عدي من
ابنة برزان سجع. ويؤكد برزان بغضب ان الزواج "تم بالاكراه" بينما طلبت سجع الطلاق
فورا. وخلال جلسة عاصفة "لتوضيح" الامور, تسبب وفي نزاع عائلي آخر, غضب برزان على حسين كامل صهر صدام حسين والذي يعد انه مهندس التسلح العراقي, قبل ان يفر في 1995 الى الاردن ثم يعود ليقتل في العراق في فبراير/شباط 1996. مصرفي صدام في الغرب
في جنيف كان برزان
ابراهيم التكريتي الانيق "مصرفي صدام في الغرب" لكنه كان في العراق منفذ الاحكام
الذي لا يرحم.. رجل كان يأكل العنب فيما يشاهد عمليات التعذيب وتردد أنه كانت لديه
آلة لفرم اللحم البشري.
عرض مسؤولون في الحكومة العراقية، على الصحافيين شريط فيديو، يُظهر
عملية إعدام برزان إبراهيم التكريتي وعواد البندر.
شاهد عيان وقال بعض الشهود الذين حضروا عملية الاعدام ان برزان والبندر كانا يرتعدان خوفا وهما يساقان الى المشنقة. وصرح المدعي العام جعفر الموسوي لاذاعة بي بي سي قائلا: "ظننت ان برزان قد نجا من حبل الاعدام وصرخت: لقد افلت من حبل الاعدام، وسبقت الاخرين في البحث عن برزان في اسفل منصة الاعدام فوجدت ان راسه قد انفصل عن جسده". وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت أن حكم الإعدام شنقا قد نفذ بحق كل من الاخ غير الشقيق لصدام حسين برزان التكريتي والرئيس السابق لمحكمة الثورة عواد البندر في الساعة الثالثة من فجر الاثنين في نفس الماكان الذي اعدم فيه صدام حسين. وأضاف الدباغ إن تنفيذ الحكم جرى بحضور عدد محدود من الاشخاص، وان المدانين لم يتعرضا الى اية ممارسات مهينة. واضاف ان الذين حضروا تنفيذ الحكم قد وقعوا على تعهدات خطية بعدم تصوير المراسم. وقال الدباغ إن رأس برزان انفصل عن جسده اثناء تنفيذ الحكم بحقه. ويذكر ان هذا قد يحصل اذا كان الحبل المستخدم في عملية الشنق طويل جدا. وروى طارق عزيز لمحاميه الدقائق الأخيرة في حياة برزان الذي كان معتقلا في نفس السجن، وقال عارف نقلا عن عزيز: أخبرني أن برزان كان متماسكا ولم يكن متخاذلا عندما سمع باعدام صدام وكانت معنوياته عالية جدا على عكس ما نشرت بعض وسائل الاعلام. واضاف : قال لي طارق عزيز إن غرفة برزان كانت مجاورة لغرفته، وأخبرني أن ما قالته الحكومة عن أنه أعدم الساعة الثالثة إلا ربع صباحا غير صحيح. وما جرى أنه في الخامسة صباحا قبل طلوع الفجر أطفئت الأضواء في السجن فسأل عن الموضوع فقالوا هذا خلل في الكهرباء ، ثم أتى الحراس في الساعة السادسة إلا عشر دقائق، وأخذوا برزان إلى مكان آخر في المعسكر اسمه القاطع الخامس وهو مكان خال ومعزول، وأخذوا معه ابنه محمد المسجون معه وسبعاوي الأخ غير الشقيق لصدام. وكان طبيعيا وشجاعا، ثم نقلوه في السادسة والنصف صباحا إلى مكان أخر وأعيد ابنه وسبعاوي إلى غرفتيهما. واشار بديع عزت إلى أن موكله طارق عزيز يعتقد أن "يكون برزان قد ذبح ذبحا"، وقال " لقد سخر من ترديد مسؤولين رواية شنق أحد الشبان الفرنسين لنفسه مما أدى قطع رأسه ، وتساءل ما هذه الصدفة التي يتذكرون فيها هذه القصة الفرنسية القديمة بالتوافق مع اعدام برزان".
دفن برزان والبندر في العوجة
أكدت
مصادر الشرطة العراقية أن جثتي برزان التكريتي وعواد البندر، وصلتا بعد ظهر
الاثنين إلى مدينة تكريت، بشمال العاصمة بغداد، تمهيداً لدفنهما بجوار قبر الرئيس
العراقي الراحل صدام حسين، في بلدة "العوجة
قرب مدينة تكريت." وكان عبد الله جبارة نائب محافظ صلاح الدين قد تسلم الجثمانين بالقاعدة العسكرية الأميركية بتكريت بعد إعدامهما فجر الاثنين. ونقل الجثمانان في نعشين ملفوفين بالعلم العراقي بسيارة إلى العوجة حيث شيعهما أهالي البلدة والمناطق المحيطة بها. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في مؤتمر صحفي ببغداد إن رأس برزان انفصل عن جسده لدى شنقه، وأضاف أن ذلك أمر نادر الحدوث. وأكد الدباغ أنه لم يسجل أي خرق أو هتاف أو تعرض المدانين لأي نوع من الإهانة. |