الايزيديون في العالم

 

 

يقدر عدد الايزيديين في العالم حسب أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بحوالي 800 ألف ايزيدي يعيش حوالي 550 ألف منهم في العراق. ويقول اليزيديون انهم اشتقوا اسمهم من اسم كردي أصلي يعني أتباع الله، والله يسمى باللغة الكردية "يزدان". 

يعيش 75 بالمائة من الايزيديين في العراق في المنطقة الجبلية القريبة من الحدود السورية وعشرة بالمائة منهم يعيشون في المنطقة الكردية في مدن مثل دهوك والسليمانية واربيل و15 بالمائة الباقية في منطقة شيخان.

وتوجد أقلية ايزيدية في سورية يقدر عددها بحوالي 30 الف تعيش في عدد من قرى محافظة الحسكة وفي منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب. أما في تركيا فلم يبق منهم أكثر من 500 ايزيدي يعيشون في مدن مثل ديار بكر وشرناخ وباتمان بينما كان عددهم أكثر من 25 ألف في بداية الثمانينيات من القرن الماضي هاجر اغلبهم إلى أوروبا بسبب تدمير عدد كبير من قراهم أثناء العمليات العسكرية للجيش التركي ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وتوجد أقليات ايزيدية في كل من جمهورية جورجيا وارمينيا هاجرت من مناطقها في تركيا اثناء الحكم العثماني بسبب الاضطهاد الديني الذي كانت تلاقيه.

 

يعتبر معبد لالش من اقدس الاماكن لدى الايزيديين

كما توجد أقلية ايزيدية في إيران أيضا لكن لا تتوفر معلومات عنها أيضا في عدد من الدول من بينها أرمينيا وألمانيا . وفي جميع مناطق الانتشار الايزيدي في الشرق الاوسط يشكلون جزأ" من النسيج السكاني الكردي.
 

 الطائفة اليزيدية  يقومونه با زيارة معبدهم الرئيسي في لالش الذي يقع شمال مدينة الموصل بحضور "أمير" الطائفة ورجال الدين لإقامة الصلوات فيا العيد. ويوضح أن استمرارالعيد سبعة أيام يرتبط "بوجود سبعة ملائكة وسبع سماوات وسبع طبقات للأرض".

وفي معبد لالش يقع قبر الشيخ عدي بن مسافر الذي ولد في الربع الأخير من القرن الحادي عشر الميلادي على الأرجح وعاش تسعين عاما, ويعتبره اليزيديون "من الأولياء وموجه ديانتهم ومنظر حياتهم وممجد وحدانيتهم"، على حد قول أحدهم.

وتعتمد الفلسفة الدينية لهذه الطائفة على أقوال الشيخ عدي بن مسافر الذي دعا إلى " تجنب لعن الشيطان لتفادي شروره" وأكد أن " الله رحيم بعباده بينما الشيطان مؤذ وضار لذلك تجنب أذاه في الدنيا".

ويرجع بعض المؤرخين ظهور اليزيديين إلى فترة انهيار الدولة الأموية منتصف القرن الثامن الميلادي, في إطار حركة سياسية لإعادة بنائها. ويوضح هؤلاء المؤرخون أن أحد أحفاد الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (680-683) فر بعد معركة الزاب الكبرى التي اندحر فيها الأمويون عام 750 إلى شمال العراق على رأس مجموعة مؤكدا أن يزيد "سيعود إلى الأرض ليملأها عدلا كما ملئت جورا".

إلا أن أحد أتباع هذه الطائفة أكد لصحيفة "الاتحاد" الأسبوعية العراقية أن "تاريخ الديانة اليزيدية يرجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد وهم بقايا أقدم ديانة كردية في منطقة الحضارات العظمى في الشرق". وأضاف أن "أتباع هذه الديانة تحملوا الكثير من سوء الظن نتيجة خطأ التسمية (...) لكن النصوص الدينية التي بحوزتهم والتي توارثوها عن أسلافهم تؤكد عدم العلاقة بين يزيد بن معاوية والطائفة وأتباعها". وذكرت مصادر في الطائفة اليزيدية أن اليزيدية "ديانة توحيد تؤمن بالله الواحد الأحد وباليوم الآخر وتعترف بالديانات السماوية وكتبها المقدسة وتؤمن بالأنبياء جميعا وبأنهم أرسلوا من الله لنشر الإيمان في الأرض".

ولا يعتمد اليزيديون الذين يتكلمون خليطا من اللغتين الكردية والتركية أي كتاب مقدس بل يتوارثون النصوص الدينية بالحفظ. وهم يعتقدون, حسبما أفاد بعضهم أن الملك جبريل الذين يطلقون عليه اسم "طاووس ملك" هو "انبعاث من ذات الله وملازم لله في حفظ العالم من الشرور يستمد قوته من الله الذي لا شريك له". ويؤمن اليزيديون أن الملك جبريل نزل على الارض في يوم صادف أول أربعاء من أبريل/نيسان حسب التقويم الشرقي, لذلك يحتفلون بعيد رأس السنة في هذا اليوم. وإلى جانب عيد رأس السنة الذي يسمونه "سرى صالي", يحتفل اليزيديون بعيد كبير ثان هو "عيد الجماعية" الذي يستمر أسبوعا أيضا في أكتوبر/تشرين الأول طبقا للتقويم الشرقي. وفي هذين العيدين الرئيسيين وغيرهما من الأعياد الصغيرة, يقوم اليزيديون بأداء الصلوات من أجل أن يعم السلام الأرض, ويزورون معبد لالش.

اضطهاد تاريخي

تعرض الايزيديون عبر التاريخ للعديد من حملات الابادة والقمع وكانت اشدها في عهد الامبراطورية العثمانية. يقدر الايزيديون عدد الحملات التي تعرضوا لها خلال العهد العثماني فقط باكثر من 72 حملة وفي كل مرة كانت تدمر مزارتهم وتهدم بيوتهم فكانوا يلوذون بالجبال والكهوف لحماية انفسهم من الانقراض والهلاك. الكتاب المقدس عند الايزيديين يسمى "مصحف ره ش" ( الكتاب الأسود) ألفه الشيخ عدي بن مسافر الهكاري الذي يعتبره الايزيديون مجدد ديانتهم ويتناول فيه مسألة الخلق وتكوين العالم وأصل اليزيدية.

أما كتابهم الثاني فيتضمن القصائد والأدعية والأصول القديمة للايزيدية والكتابان باللغة الكردية. الديانة الايزيدية لا تقبل مؤمنين جدد في صفوفها والانتماء اليها متوارث والخروج منها يعني الخروج من المجتمع الايزيدي.

ولا يتزوج الايزيديون الا من ابناء عقيدتهم وهذا الامر يشكل معضلة اجتماعية عندما يكون عدد افراد مجموعاتهم محدودا. والايزيديون اناس مسالمون ويكرهون العنف ومنغلقون كثيرا ويحيط الغموض بمعتقداتهم وهذا شيء يمكن تفهمه كونهم اقلية دينية تشعر بالخطر على هويتها المميزة بسبب تواجدها وسط جماعات اسلامية اكبر منها بكثير ولا تنظر بارتياح دائما الى معتقداتهم بسبب الاشاعات والافكار الخاطئة الشائعة بينهم عن الايزيديين.

كما يعود ذلك الى تعرضهم لاعتداءات متكررة بسبب انتمائهم الديني على مر التاريخ. فقد اكتشفت بعد الحرب وثائق في مقر المخابرات في الموصل, تدعو الى تدمير قرى اليزيديين، والى اجبار سكان تلك القرى على الزواج من العرب في محاولة لاستيعابهم.