کچي كافروش 

 ان فتاة كوردستان المذهلة او كما كانت تسمى في الحضارة الكوردية بـ"کچي كافروش" تلقت نفس الاهتمام الذي تلقته "الموناليزا" في الحضارة الاوروبية الحديثة فقد كانت تلك الفتاة رائعة الجمال وجذابة ومثيرة وكان صعبا جدا ان يخلو بيت من بيوت كوردستان من صورتها الرائعة وحتى ان البعض كان يعلق صورتها في كل غرفة من غرف الدار، ومن جمالها كان يضرب بها الامثال، فحين توصف اي فتاة جميلة في كوردستان يقال عنها "کچي كافروش".
فمن هي "کچي كافروش" ومن هو رسامها ؟

قبل ان تصبح صورتها الرائعة تحفة فنية خالدة قال عنها البعض انها فتاة حقيقية فهذه الجميلة "کچي كافروش" لها قصة اسطورية كقصص الف ليلة وليلة، حتى ان اسمها قد تغنت به حناجر المطربين من خلال الاغاني الفولكلورية الكوردية في جميع انحاء كوردستان، وقد تغنى بها المطرب الكوردي الراحل وبلبل كوردستان الفنان "حسن زيرك" عام 1950 والفنان "محمد احمد اربيلي" عام 1970 ولها اغنيتان شعبيتان جدا تصفان جمالها وحسنها.
ويقال عن "کچي كافروش" انها ألهمت البريطانيين الشعر من جمالها ورقتها عندما هجموا على كوردستان عام 1918 حتى ان البعض من قادتهم عشق صورتها قبل ان يأخذوها "اسيرة" معهم بالطائرة حيث تقول الرواية بانها رفضت ان تكون سجينتهم او اسيرتهم لذلك قفزت من الطائرة وفضلت الموت على ان تكون مع الغزاة...
وبالرغم من مأساوية الحادثة سواء كانت "حقيقة ام غير حقيقة" لكنها ألهمت الادباء والشعراء وكل من سمع بتلك القصة العزم والثبات وانبهر الجميع بشجاعتها وعنفوانها في الشرق والغرب وفي دول العالم.
وقد كان للرسامين والفنانين حصة بذلك حيث قام الرسامون الكلاسيكيون برسم صورتها وابدعوا في ان يجعلوا منها لوحات تاريخية مؤثرة وانتشرت بشكل مكثف صورها واصبحت "کچي كافروش" موناليزا كوردستان، موضع اعجاب الرسامين الانكليز وكذلك الالمان واصبحت صورها لوحة عالمية مثل الموناليزا والعشاء الرباني وغيرها من الرسوم العالمية واصبحت ثابتة في متاحف الفن في اوروبا وحتى امريكا، هذا بالاضافة الى شهرتها في الشرق حيث اصبحت فتاة كوردستان او موناليزا كوردستان تسمى في تركيا "بنت الحدباء" وفي الدول العربية تسمى بـ"فاطمة" وفي بغداد كانت تسمى بنت المعيدي وان کچي كافروش "موناليزا كوردستان" قد اصبحت جزءا من الحضارة وتحفة فنية انسانية رائعة
.