التمثيل الكوردي لمحافظة كركوك في دورات المجلس النيابي العراقي في العهد الملكي


يكثر الحديث عن عائدية كركوك الى قومية معينة دون سواها ويسوق كل فريق ما لديه من أدلة عقلية ونقلية لدحص ما يطرحه الطرف الآخر ، وأنا أرى أن التمثيل النيابي لمحافظة كركوك في العهد الملكي في العراق ( ١٩٢١ – ١٩٥٨ ) يمكن أن يكون مصدرا موثوقا لخارطة الأثنيات نظرا لما أصابت الأخيرة من تشويه للطوبوغرافيا والجغرافية وطمس حقائق تكوينتها من خلال تطبيق سياسة التعريب المنظم فيها منذ عقود من عمرها حيث أختلط الحابل بالنابل بشكل يصعب رؤية الحقيقة المختفية وراء غبار سياسة التطهير العرقي قي كركوك .

فسياسة التعريب حملت نتائج وخيمة وظالمة على حياة الناس في تلك المحافظة في عهد النظام السابق وحتى بعد سقوطه حيث مرت سنوات عدة دون التوصل الى تفعيل المادة (٥٨) من قانون إدارة الدولة أثناء فترة مجلس الحكم والمادة (١٤٠) في الدستور الدائم الذي حدد لها سقفا زمنيا ينتهي في نهاية هذه السنة (٢٠٠٧) ، حيث يتم بموجبها إستفتاءا لأهالي المحافظة بعد تطبيع أوضاعها ورفع الشاذ من الإجرائات السابقة فيها ، يختار أهل كركوك الأقليم الذي يريدون الأنضمام إليه .

فالأوضاع الشاذة ظلت كما هي دون العمل على إزالتها ودون الإستماع الى أهل كركوك من الكورد والتركمان وحتى العرب المستوطنين الذي شكلوا جمعيات تمثلهم تطالب الحكومة العراقية بالعمل على إعادتهم الى محافظاتهم الأصلية في جنوب العراق ولكن دون طائل .

شيخ المؤرخين العراقيين المرحوم السيد عبدالرزاق الحسني رحمه الله أسدى خدمة جليلة الى المكتبة العراقية بتأليفه تاريخ الوزارات العراقي في مجلدات عشرة أرخ فيها فترة مهمة فلولاه لما كنا نقرأ أخبارها الا في حالات ملفوفة في مذكرات الساسة الذين همهم تبيض صفحاتهم و تقديم برآئات ذممهم ، ففي بطون تلك المجلدات تقع عين القارئ على أسماء أعضاء الدورات الكاملة للمجلس النيابي العراقي في العهد الملكي مصنفة على المحافظات العراقية  ، هنا أردت الوقوف عند مندوبي محافظة كركوك بشكل خاص وأسمائهم وأنتمائاتهم القومية معروفة لدى أهل كركوك ، ومن خلال تلك الأسماء ربما نتمكن من الوصول الى العدد التقريبي للأثنيات الموجودة في كركوك من كورد وتركمان وكلدان وعرب ويمكن أن يضاف الى الوثائق والدلائل التي تستند عليها عادة في مثل هذه المسائل وفي مثل هذا اللغط الذي يلف كركوك   ، وكما يمكننا التعرف أيضا على أمور أخرى أيضا وعلى سبيل المثال من وفي أي تأريخ بالضبط أصبح للعرب في كركوك مندوب يمثلهم في المجلس النيابي العراقي في العهد الملكي ؟ ، واعني عاصي العلي الذي يعتبر أول مندوب عربي أنتخب عن قضاء الحويجة بعد أستحداثها كقضاء في أربعينات القرن المنصرم بعد ان قام ياسين الهاشمي بتوطين عشيرة العبيد الرحالة في منطقة الرياض حيث قام بأنشاء مشروع زراعي فيها أثناء وزارته الثانية قبل إقصائه من قبل الفريق بكر صدقي العسكري عام 1936 ، وعلى حد بعض الباحثين في هذا الشأن يعتبر ما قام به الهاشمي اللبنة الأولى لعملية التعريب التي غيرت معالم أصيلة من كركوك وما يجعل المتابع أن ينظر الى هذا الأعتقاد بعين الجد هو السيرة الذاتية للفريق ياسين الهاشمي والغموض الذي يلف تلك السيرة  من جهة ومنزع القومية العربية التي كان ينادي بها الهاشمي وأمثاله طبعا يتمادون في نزعاتهم النابتة من أثر عقدة نفسية ، فهو على عكس كل ما كتب عنه يعتقد أن لقب الهاشمي الذي ألتصق به وبشقيقه الفريق طه الهاشمي ليس الا أدعاءا كاذبا حيث أنه حينما وقع في أسر قوات الأمير فيصل الأول في دمشق أثناء ما تسمي بالثورة العربية الكبرى وهو جريح أنقلب على ما كان يدعيه سابقا من إلتزام بجماعة الأتحاد والترقي وعلاقاته الوثيقة بالفريق كمال أتاتورك فأدعي بإنه هاشمي وسيلتزم بفيصل الذي كان يعتبر نفسه عروبيا من نوع خاص وهكذا مع شقيقه الآخر طه فأصبحا أثنين من وزراءه ، ومن طريف ما نقرأ عن أسرار الهاشمي ما ينقله لنا المؤرخ المرحوم جميل بندي الروزبياني حيث يقول بأنهما ، ياسين وطه كرديان من عشيرة الكاكائية المشهورة التي تقطن في منطقة داقوق وأنحائها بين طوزخورماتو وكركوك وقد رباهما رئيس الكاكائية بعد أن فقدا والديهما وأدخلهما المدرسة الأبتدائية والرشدية وثم أرسلاهما الى الكلية العسكرية ليتخرجا منها ضابطين وقطعا علاقاتهما بمسقط رأسهما وولي نعمتهما بعد أن أرتقيا سلم المناصب العسكرية المختلفة ، يقال أن الهاشمي وبعد أن أستلم رئاسة الوزارة لآخر مرة كان يخطط لتحجيم العائلة الملكية وجعلها مجرد رمز تمهيدا لضربها وطردها من العراق وقد كان متأثرا بالجنرال مصطفى كمال أتاتورك وينوي فعل ما فعله في تركيا ، حيث كان يخطط في البقاء على دست الحكم أكثر فترة زمنية ممكنة وقد  أدركت العائلة الملكية هذه الحقيقة في خطاب للهاشمي ألقاه في مدينة البصرة أثناء زيارة له إليها ألمح فيه الى إنه سيقوم بكذا وكذا مستقبلا أي في  عشرة سنوات قادمة من حكمه ما معناه إنه سيبقى لعشرة سنوات في الحكم في الوقت الذي لم تعمر أية وزارة في العهد الملكي أكثر من سنتين ، ما جعل العائلة الملكية أن تتفق مع الفريق بكر صدقي العسكري بالقضاء عليه إثر الأنقلاب العسكري عام 1936 والذي أدى الى سقوط الوزارة وتشكيل وزارة جديدة برئاسة حكمت سليمان وهرب الهاشمي على أثره الى بيروت حيث توفى فيها . وهكذا نرى اللبنة الأولى للتعريب في كركوك أرساه كوردي أنكر أصله وأمثاله كثيرون نتطرق إليهم في كتابات لاحقة .

 

الدورة الإنتخابية الأولى :

 

بدأت الدورة الأولى بعد عقد الأجتماع الأول غير الأعتيادي في السادس عشر من تموز عام (١٩٢٥) ، مثل لواء كركوك أربعة أعضاء فقط ثلاثة منهم كورد وهم كل من سعيد حسين وحبيب الطالباني ورفيق خادم السجادة وتركماني واحد وهو نشأت إبراهيم ، ولم يكن هنالك أحد من الأشوريين وكذلك لم يكن هنالك نائب عربي .

 

الدورة الإنتخابية الثانية :

 

بدأت في أيلول عام ١٩٢٨ وبلغ عدد جلساته ( ٥١ ) جلسة ، مثل لواء كركوك أربعة نواب ثلاثة منهم كورد والآخر تركماني وهو علي قيردار ، أما الثلاثة الكورد  فهم كل من حمه سعيد حاجي حسين و مصطفى أفندي و محمد باشا الجاف ، في هذه الدورة أيضا لا نجد نائبا عربيا ولا آشوريا .

الدورة الإنتخابية الثالثة :

بدأت هذ الدورة في الاول من تشرين الثاني عام ١٩٣٠ ، مثل لواء كركوك أربعة أعضاء وهم كل من حبيب الطالباني وسليمان فتاح ومصطفى أفندي وعلي قيردار ، الثلاثة الأوائل من الكورد أما الأخير علي قيردار فهو تركماني ، في هذه الدورة أيضا لا  نجد عربيا أو آشوريا .

الدورة الإنتخابية الرابعة :

 

بدأت هذه الدورة في الثامن من آذار عام ١٩٣٣ ومثل لواء كركوك أربعة أعضاء وهم كل من جميل مجيد باشا بابان وسليمان فتاح وفوزي علي ومحمد علي قيردار ، الأسمين الأول والثاني شخصيتان كورديتان والثالث فوزي علي ( ليس لدي معلومات عنه ) والثالث تركماني وهو والد النائب علي قيردار الذي كان عضوا في الدورات الأنتخابية الأولى والثانية والثالثة .

 

الدورة الانتخابية الخامسة :

 

عقدت جلسات المجلس إبتداءا من التاسع والعشرين من كانون الاول عام 1934  وأسماء نواب كركوك هم كل من جميل باشا بابان وخليل زكي ومحمد حاجي نعمان وحبيب الطالباني ومحمد علي قيردار ، وكما يبدو أن نائبا زائدا إضيف الى عدد نوابه ومن مجموع الخمسة نجد الثلاثة الأوائل كوردا أما ألاسمين الأخيرين فهما تركمانيان .

 

الدورة الانتخابية السادسة :

 

دعي المجلس الى إجتماع غير اعتيادي بدأ في ٨ آب سنة ١٩٣٥ وقد زاد أثنين من عدد نواب كركوك فأصبحوا ستة  أعضاء  أربعة منهم كورد وهم كل من فائق الطالباني وعلي رضا العسكري ( نسبة الى قرية عسكر التابعة الى ناحية آغجلر من أعمال قضاء جمجمال )  وداود بيك الجاف ( رئيس عشائر الجاف ) وسليمان فتاح بالإضافة الى  خليل زكي وأعتقد أنه من تركمان كركوك أما داود الداود فلا أعرف كنيته بالضبط وترى هل هذا الأخير من الطائفة اليهودية أو من الآشوريين ؟ أم هو من الطائفة الكاكائية الكوردية المعروفة حيث كان هنالك شخصية منهم بهذا الأسم ، (( ولا أعتقد أن يكون الشخصية الإيزيدية المعروفة الذي شارك الشيخ أحمد البارزاني في إنتفاضته الأولى عام ١٩٣٥ والذي ألتجئ الى سوريا بعد أن أصدرت المحكمة العرفية حكما بالاعدام عليه وعلى مجموعة من كبار الإيزيديين الذين عارضوا قانون التجنيد الإجباري ويذكر في هذا المقام ان المحكمة العرفية التي شكلت في حينها حجزت مجموعة كبيرة جدا من الشيوخ والنساء من الإيزيديين للضغط على داود الداود ورشو قلو لتسليم أنفسهم الى السلطات ورغم المضابط التي قدمت بهذا الشأن ، الى أن محكمة التمييز التي شكلت برئاسة رشيد عالي الكيلاني صادقت على الحكم وتمادت بتنفيذ حكم الموت على الرهائن الموجود لدى الحكومة العراقية الذين يناهز عددهم المائتي شخص ومن مهازل المحاكم العراقية آنذاك أن تصدر تلك المحكمة حكما بحبس المحاميين الذين دافعا عن الرهائن وهما كل من عبدالله فائق وعبدالكريم قره كله . ))

 

الدورة الانتخابية السابعة :

 

بدأت الدورة بالاجتماع غير الاعتيادي للمجلس في السابع والعشرين من شباط ١٩٣٧ وكان عدد نواب كركوك ستة أعضاء ونجد من بين النواب نائبا عربيا لاول مرة يمثل لواء كركوك وهو عاصي العلي رئيس قبيلة العبيد العربية التي مر ذكرها في سياق أستحداث قضاء الحويجة بعد إنشاء مجمع الرياض الزراعي في عهد ياسين الهاشمي ، وبالاضافة الى العاصي نجد كل من قادر الطالباني وأحمد آغا ومحمد برقي ويوسف إبراهيم يوسف وحسين آغا النفطجي  وهذا الأخير كوردي من عشيرة الزنكنة القاطنة في تخوم منطقة گرميان الممتدة بين ناحية سنگاو وقضاء كفري وناحية ليلان بما فيها قرى من ناحية ليلان التابعة لقضاء المركز كركوك وكانت عائلته قد أمتهنت تصفية النفط بالطرق البدائية منذ القدم وكانت هذه العائلة تقطن منطقة قادر كرم حيث المنابع الكثيرة التي تتدفق منها النفط  ويتراوح عدد تلك الآبار أكثر من مائة عين وبعد إنتقال العائلة الى كركوك أحتفظت بمهنتها وأصبحت من أغنى أسر كركوك ويذكر ساكني مدينة كركوك القطعة المثبتة على مسكن هذه العائلة التي تؤكد هذا الأعتقاد فحتى أوائل الخمسينات كانت القطعة المذكورة مثبتة ومكتوب عليها منزل ( حسين آغا الزنكنة ) ويؤكد الكثير من الباحثين هذا الرأي ومنهم العلامة عباس العزاوي المحامي صاحب المجلدات الثمان من تاريخ العراق بين إحتلالين وآخرين أما الباحث مير بصري فيؤكد كورديته غير إنه صنفه ضمن أعلام التركمان أستنادا الى إدعاء السياسي التركماني عزيز صمانجي وكذلك الباحث عبدالمنعم الغلامي ينسب النفطجي الى عشيرة الزنكنة الكوردية في كتابه ( الأنساب والاسر ) ، غير أن البعض من التركمان يدعون تركمانية الأسرة أستنادا الى لغة الأسرة التي كانت تتكلم التركمانية أسوة بالكثير من الأسر القاطنة في هذه المدينة منذ القدم متأثرين باللغة الرسمية للأمبراطورية العثمانية ومدينة كركوك كانت مركزا لولاية شهرزور فترة طويلة من الزمن فهنالك أسر ناطقة بالتركمانية غير أن أبنائها ساهمت في   الأحزاب الكوردية ولا زالت .

 

الدورة الإنتخابية الثامنة :

 

 

عقد المجلس أول أجتماع له في ٢٣ كانون الأول سنة ١٩٣٧ ونواب كركوك في هذا المجلس كان ستة أعضاء وهم كل من حسين آغا النفطجي المار ذكره وعاصي العلي العبيدي  وجميل بيك بن مجيد باشا الباباني ووهاب الطالباني وأحمد آغا وأحمد اليعقوبي الذي يدخل المجلس النيابي لاول مرة يقول البعض من التركمان على أنه تركماني ويعتقد البعض من الباحثين الكورد ومنهم  المؤرخ جميل بندي روزبياني وعوني الداوودي على إنه كوردي الأصل .

 

الدورة الانتخابية التاسعة :

 

عقد أول إجتماع للمجلس في الثاني عشر من حزيران سنة ١٩٣٩ وكان عدد نواب كركوك ستة أعضاء كالدورة السابقة وهم كل من دارا بك وهو كوردي من رؤوساء عشيرة الداووده القاطنة في مناطق داقوق وطوز خورماتوو وكفري ومحمد حاجي نعمان وهو من أعيان مدينة كفري وأحد الناشطين في الحركة الكوردية كما يصفه الكاتب مصطفى نريمان في مذكراته وفائق الطالباني وأمين رشيد الهماوندي وعشيرة هماوند مشهورة  بصولاتها وجولاتها في مختلف الأزمنة التي تقطن قضاء جمجمال وينتخب لاول مرة وداود بيك الجاف وهو من كبار رؤوساء عشيرة الجاف توفي في كوردستان إيران بعد القضاء على العهد الملكي حيث حدود عشيرته تبدأ من ناحية قرزوات ( السعدية ) وتنتهي في تخوم أستان كوردستان في إيران و كذلك التركماني جميل قيردار ويبدو إنه نجل النائب السابق علي قيردار الذي إنتخب لعدة مرات ، ويظهر من الأسماء أن خمسة أكراد أنتخبوا مقابل تركماني واحد ولم ينتخب في هذه الدورة أي عربي وآشوري .

 

الدورة الإنتخابية العاشرة :

 

عقد أول أجتماع للمجلس في دورته هذه في التاسع من تشرين الاول عام ١٩٤٣ ، أما نواب كركوك فهم خمسة من الكورد مقابل تركماني واحد تماما مثل الدورة السابقة  وهم كل من دارا بگي داوده و سليمان فتاح وداود بگي جاف ومحمد حاجي نعمان وعبدالوهاب طالباني والتركماني جميل قيردار .

 

الدورة الانتخابية الحادية عشر :

 

أفتتحت أجتماعات هذه الدورة في السابع عشر من آذار عام ١٩٤٧ وأنتخب ثماني نواب من كركوك ستة منهم أكراد وتركماني واحد وكامل اليعقوبي لا نعرف عنه شيئا من ناحية أنتمائه القومي سوى مزاعم الطرفين من الكورد والتركمان ، فالنائب التركماني هو أمين قيردار والنواب الكورد هم كل من فاضل الطالباني وداود بكي جاف ودارا بكي داوده وسليمان فتاح وأمين رشيد هماوندي وصالح نعمان .

 

الدورة الانتخابية الثانية عشر :

 

عقد الاجتماع الاول لهذه الدورة في ٢١ حزيران سنة ١٩٤٨ ونواب كركوك فيها هم من الكورد داود بكي جاف وأمين هماوندي و عبدالوهاب الطالباني و محمد حاجي نعمان وعلي رفيق والتركماني ناجي الهرمزي  وأحمد اليعقوبي الذي يقول عنه المؤوخ جميل بندي روزبياني في كتابه  ( كركوك في عهد الاستعمار البريطاني ) ترجمه الى العربية أنور مندلاوي على أنه من القومية الكوردية كما مر ذكره آنفا . ونجد من بين النواب في هذه الدورة نائبا جديدا وهو عبدالله سليمان ولا أعرف عنه شيئا لعل أحد من القراء يغني هذا المقال بإضافة المعلومات الكافية عن ما نجهل كنياتهم ، أما النائب التركماني ناجي الهرمزي كان صديقا حميما مع رؤوساء الكورد في كركوك وكثير الزيارة للقرى الكوردية حاله حال معظم التركمان حيث لا نجد في طيات التاريخ حادثة تعكر صفو الاخاء بينهما وها هنا ننقل طريفة لطيفة ننقلها نصا من المصدر السابق لجميل بندي الروزبياني إذ يقول (( كان الانكليز يعينون مدراء النواحي من رؤوساء العشائر وفي فترة حكم الملك فيصل الاول تم تشكيل الادارت الحكومية  فتم تعين سليمان فتاح متصرفا لكركوك وكان كورديا يعمل في الجيس برتبة أمير اللواء أصبح فيما بعد واحدا من أهم رجال الأعمال وأسس العديد من المعامل الكبيرة ومنها معامل فتاح باشا للغزل والنسيج المشهورة  ، وأصبح مجيد اليعقوبي مديرا للبلدية وحبيب الطالباني مديرا لناحية المركز وعلي أفندي قائمقاما لگل ( ناحية قادر كرم الحالية ) وعبدالرحمن جباري مديرا لناحية  ملحة ( الحويجة الحالية ) ، أما رؤوساء العشائر الاميين فحرموا من  تلك المناصب ، فلما قام قائمقام كفري بزيارة منطقة ( زه نكاباد ) يرافقه المرحوم ناجي الهرمزي سأله عبدالكريم آغا الزنگنة وكان لا يعرف ناجيا ، لماذا لا تعينوني مديرا لهذه الناحية ، فأجابه لانك أمي لا تقرا ولا تكتب . فرد عليه الآغا  ملوحا بيده الى ناجي ، وما في ذلك ، ألا أستطيع أن أعين مثل هذا الأشعث كاتبا لدي لينجز اعمالي الكتابية  ؟ ولم ينس ناجي الى يوم مماته رحمه الله هذه الطريفة وكان صديقه حبيب الطالباني يذكره بها دائما  . )) .

 .   

الدورة الانتخابية الثالثة عشر :

 

عقد أول إجتماع لهذه الدورة في ٢٤ كانون الثاني ١٩٥٣ و لكركوك ثمانية نواب فيها وهم من الكورد أمين رشيد هموندي وداود جاف وفاضل الطالباني ومحمود بابان ( نجل النائب السابق جميل بك مجيد باشا بابان ) والتركماني أمين قيردار وابراهيم نفطجي وكامل اليعقوبي وهما من الأسر الثرية في كركوك ذات ثقافة عثمانية وأصول كوردية وكذلك النائب عبدالله سليمان .

 

الدورة الانتخابية الرابعة عشر :

 

جرت أنتخاباتها في ٩ حزيران ١٩٥٤ ونواب لواء كركوك يتكون من داود بيك جاف وحبيب طالباني وحسين خانقاه ومحمود بابان وهم من الكورد ومن التركمان أمين قيردار وعبدالله آوجي ( ينتخب لاول مرة ) وزين العابدين قنبر ( وهو تركماني شيعي ، لاول مرة يدخل شيعي من كركوك الى المجلس النيابي العراقي ) وكذلك كامل اليعقوبي ولا يوجد بينهم عربي .

 

الدورة الانتخابية الخامسة عشر :

 

عقد أول إجتماع لهذه الدورة في السادس عشر من أيلول ١٩٥٤ وعدد نواب كركوك ثمانية وهم من الكورد كل من أمين رشيد هموندي وحسين خانقاه وداود بيك جاف و محمود بابان ومن التركمان كل من أمين قيردار وسليمان بيات ( ينتخب لاول مرة وهو رئيس عشيرة البيات وهي عشيرة تركمانية كبيرة تقطن ناحيتي آمرلي وسليمان بيك غير أن رؤوساء البيات تقربوا الى النظام وغيروا قوميتهم التركمانية الى القومية العربية وأصبحت اللغة العربية لغتهم الرئسية حتى في أحاديثهم الخاصة ولكن بكلنة تركمانية واضحة  ) بالاضافة الى ابراهيم النفطجي و كامل اليعقوبي ، فإن أسلمنا الى أن ابراهيم النفطجي وكامل اليعقوبي من التركمان ( وانا أميل الى هذا الرأي لان الأنتماء هو شعور الشخص نفسه وليس أصله القبلي الا إذا صرح الشخص بأصله بنفسه )  يكون العدد في هذه الدورة مناصفا بين الكورد و التركمان ولاول مرة في العهد الملكي ولا نجد بينهم عربي واحد .

 

الدورة الانتخابية السادسة عشر :

 

أعلن في الرابع عشر من شباط علم ١٩٥٨ عن الاتحاد العربي بين العراق والاردن ومن أجل ذلك الاتحاد تم التلاعب بالدستور العراقي بشكل يتفق مع ذلك الاتحاد وكان على الملك أن يلغي المجلس ويأمر بإنتخاب آخر يصوت لذلك التعديل الذي يشرع الاتحاد فاجتمع المجلس المنتخب بناءا على أعلاه في 10 آيار من نفس العام فأقر التعديل و شرع الدستور المقترح وبعد ست إجتماعات لهذه الدورة جاءت ثورة الرابع عشر من تمز لتقضي على العهد الملكي ودستوره وإتحاده الهاشمي ، أزداد عدد نواب كركوك في هذه الدورة نائيا واحدا أي تسعة نواب كان نصيب الكورد منهم كل من محمود بن جميل بيك بابان ووكاكه حمه ووداود بيك الجاف وهي أقل نسبة منذ أول دورة إنتخابية ومن التركمان كان كل من نذير قيردار و سليمان بيات وكل من نجيب اليعقوبي وإبراهيم نفطجي ذوي الاصول الكوردية والثقافة التركية العثمانية ومحمود فهمي ( لا أعرف شئ عنه ! ) ومن الآشوريين كان هنالك قستنطين فتوحي .

ونستنتج من أعلاه أن من مجموع 98 نائبا أنتخبوا ليمثلوا لواء كركوك  المجلس النيابي العراقي في العهد الملكي خلال ستة عشر دورة إنتخاببية كان نصيب النواب الكورد منهم ٦٠ نائبا و من التركمان 23 نائبا و نائبا واحدا من الآشوريين ونائبان من العرب و١٢ نائبا آخرا نجهل الانتماء القومي لبعضهم وهنالك إختلاف بين الكورد والتركمان على البعض الآخر منهم .

وكما نجد أن النواب الكورد تناقصوا بتقادم الزمن فبينما كانت نسبتهم أول دورة أنتخابية ٧٥% ، أصبحت نسبتهم في آخر دورة ٥٠ % من مجموع النواب ، وكما نجد أن معظم  النواب الكورد  ينتمون الى القبائل الكوردية الكبيرة مثل الجاف والداووده والهماوند والطالباني مثل النواب داود بيك الجاف وأمين رشيد الهماوندي ودارا بك داووده وحبيب الطالباني وآخرين أو من أبناء الأسر  الثرية أو الدينية أو الاجتماعية من أبناء المدن كجميل بك بابان ونجله محمود بك بابان وكلاهما من أسرة بابان الشهيرة ومن أمراء إمارة بابان الكوردية سكنوا مدينة كفري بعد زوال الامارة البابانية وأسسوا محلة أسماعيل بك ولا زالت أثاره وشواهدهم باقية ومنها قصر مجيد باشا بابان الذي تقوم مديرية الآقار العامة في كوردستان بإعادة ترميمه في الوقت الحاضر وكذلك حسين خانقاه وعائلة خادم السجادة وغيرهم أو ينتمون الى الأسر التي كانت لها أبناء من الرتب العالية في الجيش العثماني كأمير اللواء سليمان فتاح ، أما عشيرة الزنكنة التي تعد من كبريات القبائل الكوردية في لواء كركوك فلم نجد منهم نائبا سوى ما يقال عن أصل عائلة النفطجي الشهيرة في كركوك ولعلهم أدلوا بأصواتهم لهذا الأخير أثناء الانتخابات في لواء كركوك . أما من التركمان فنجد أن الدور النيابي كان محصورة في عائلة قيردار في كركوك بالاضافة الى سليمان بيات الذي غير إنتماءه القومي ولا زالوا يعتبرون أنفسهم عربا وكذلك نائبا واحدا من التركمان الشيعة أنتخب لمرة واحدة فقط .

أدناه جدول يبين خارطة الانتمائات القومية لممثلي كوكوك في المجلس النيابي العراقي :