15 Oct 2005


الشهيد مهدي موسوي
حكاية إعدام في صحراء صدام··؟!
 
بغداد-رويترز:
بعد 20 سنة من اختفائه في غياهب سجون الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في عام ،1984 عرفت عائلة مهدي موسوي اخيرا مصيره بالصدفة··لقد اعدم في الصحراء·
بعد أيام قليلة من الاطاحة بنظام صدام، شاهد جيران بيت مهدي موسوي صورته على شاشة التلفزيون مما أحيا الآمال بأنه سيعود يوما ما إلى ابنه وابنته اللذين كانا رضيعين عندما احتجز بتهمة الانتماء إلى حزب شيعي محظور، لكن هذه الآمال سرعان ما تحطمت عندما تبين أن اللقطات التي عرضت على الشاشة لم تكن سوى مشاهد من شريط فيديو أعده أشخاص أشرفوا على إعدامه وتبين اللحظات الأخيرة من حياته القصيرة·
وثبتت قنبلة على ملابس موسوي ثم ألقي في حفرة في الصحراء وفجر بواسطة جهاز للتحكم عن بعد في عام 1985 وكان وقتها في الثانية والعشرين من عمره، وقال ابنه ليث الذي كان عمره 40 يوما عندما حضرت الشرطة واقتادت والده إلى جهة مجهولة:''كنت أظن دوما أن والدي سيعود··آمنت بذلك··لكنني فخور به··إنه بطل··وقف في وجه ذلك المجرم صدام''·
عائلة موسوي تأمل الآن أن يواجه صدام العدالة عندما يحاكم بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في 19 أكتوبر المقبل·ومنذ الإطاحة بنظام صدام في مارس ،2003 عثر بعض العراقيين على أقاربهم في مقابر جماعية فيما لا يزال آخرون يوالون البحث· وبالنسبة لعائلة موسوي فإن الشيء الوحيد الذي يذكرهم به هو شريط إعدامه وسط سحابة من الرمال·وقال والده صالح (66 عاما):''كنا دائما نخشى أن يكون ميتا ولكننا كنا نملك الأمل في الوقت نفسه بأنه لا يزال على قيد الحياة·
لكن شريط الفيديو هو الذي قطع الشك باليقين، وقد عثر على الشريط بعد سقوط صدام وبيعت منه نسخ في متاجر لبيع شرائط الفيديو وعلى أرصفة الشوارع· وتوجهت عائلات كثيرة إلى مقار الأجهزة الاستخباراتية السابقة للبحث عن وثائق تشير إلى أماكن أقاربهم وأحبائهم· لكن عائلة موسوي لم تعثر على شيء حتى ظهر شريط الفيديو· وكانت وجهت إلى موسوي ورجلين آخرين تهمة تنفيذ تفجيرات في جماعة، ولاقى الرجلان نفس مصير موسوي·وقالت ابنته هدى التي كانت قد أتمت عامها الأول عندما أخذ والدها:''عندما شاهدنا الشريط فوجئنا··سمعنا عن أشخاص كانوا يجبرون على ابتلاع البنزين ثم يطلق النار عليهم··انهم يستخدمون المتفجرات لتفجير الحجارة لا البشر··ولكن هذا يظهر أن والدي كان قويا فاضطروا إلى استخدام المتفجرات لقتله''