علي شيش الرئيس مام جـلال
جـلال جرمكا
للنكتة أهلها من صانعيها ومروجيها ومستمعيها والمتفنين في صياغتها بقوالب جميلة
وملونة وبالتالي توزيعها على الناس بالأخص ( في المناطق الشعبية ) فهم ألأكثر
تأثراٌ بالنكات ولعل السبب هو مرارة العيش والحاجة الى أبتسامة صغيرة أثناء
ألأستراحة ( أن وجدت ألأستراحة ) ومنهم نحو بقية شرائح المجتمع ، ولذلك ترى النكتة
تنتشر بسرعة الريح يتداولها الناس في المجالس الخاصة والعامة ، وحسب نوعية النكتة ،
فأذا كانت أجتماعية فممكن أن تسمعها حتى في المقاهي والنوادي والمدارس والجامعات
والمصانع ، أما النكات السياسية فمحصورة بين أناس محدودون وفي جلسات خاصة ولكنها
أكثر أنتشاراٌ!!.
ولذلك النكات أشكال :
أولاٌ / نكات سياسية : وهي التي يتداولها الناس بأتقان وتصاغ حول تصرفات القيادات
السياسية في أنحاء العالم.. والغاية منها سياسية أولاٌ وأخيراٌ وهذه الحالة تشمل
جميع الحكام سواءٌ كان دكتاتوراٌ أم العكس!!.
ثانياٌ / نكات أجتماعية : وهي طرائف أغلبها من صنع الخيال وبعضها حقيقية يتداولها
الناس للترفيه عن النفس والضحك والفرفشة!!.
ثالثاٌ / نكات كيدية وهذا النوع تصنف ضمن الحالات الغير طبيعية لكونها تتهجم على
جماعة أو شخص معين لغرض معين ولذلك تراها ألأقل أنتشاراٌ .
يقال أن ألأمريكيون هم ألأوائل في صناعة وأطلاق النكات ، فتراهم يتكلمون وحتى على
أعلى المستويات العالية ويطعمون الجمل بعبارات من النكت وهنا الغاية منها ،
بأعتقادهم أن أية حالة مطعمة بروح الفكاهة والمداعبة تدخل العقول فورا وبالتالي
لتلطيف الجو وأبعاد شبح الملل من تلك الجلسات وألأجتماعات المطولةٌ!!.
بعد ألأمريكان يأتون المصريون ، حيث يشتهرون بالتفنن في أطلاق النكات بشكل غريب
بحيث تجلب ألأنتباه وبأمكانهم أن يجعلوا المقابل أن يضحك من كل قلبه!!.
من النكات التي قيلت في زمن عبد الناصر ، أنه كان يركب أحدى الطائرات مع ( شيخ
ألأزهر وبابا الكنيسة) وكادت الطائرة أن تسقط وطلب الطيار من عبد الناصر أن يلقي
أحد الموجودين بنفسه حتى تنجو الطائرة ، فنظر عبد الناصر الى الشيخ والبابا وقال
لهما:
ــ سوف أسأل كل منكما سؤلاٌ من يفشل سوف يلقي بنفسه!!.
وسأل شيخ ألأزهر :
ــ ماهي بلد المليون شهيد؟؟.
فرد الرجل : الجزائر.
وأتجه الى بابا الكنيسة وقال له :
ــ قل لي أسمائهم!!!!.
وبلغ أهتمام عبد الناصر بالنكتة أنه وقف في أحدى خطبه بعد نكسة حزيران / 1967 ،
يقول للمصريين :
ــ كفاية نكت!!!.
طالباٌ شعبه التوقف عن تأليف النكت على الهزيمة!!، كما كان لعبدالناصر وحدة في
المخابرات مسؤولة عن رصد النكات ، لأنه يعرف أن النكتة تمثل مايفكر فيه الناس!!.
ويقول ( حسن أبوباشا) وزير داخلية مصر في عهد السادات :
أن السادات كان يهتم جداٌ بمعرفة النكات التي تطلق في عهده لأنها تعبر عن توجهات
الشارع حيال سياسته.
ومن النكات التي راجت في تلك الفترة :
أن مواطناٌ عربياٌ كان يـُغلق الباب عليه كل يوم ويٌسمع خطب رئيس دولته الثورية ،
فيصب عليه غضب كل يوم ، وفي أحدى المرات خرج يتمشى مع أبنه الصغير ، فرأى الطفل
صورة الرئيس معلقة ، فظل يشتم ( كما كان يفعل والده ) والناس كثيرون حولهما....
فصرخ آلآب وهو يحمل الطفل :
ــ أبن مين ده؟؟؟.
ولكن الغريب أن أصحاب الشأن قد نسوا شيئاٌ مهماٌ عندما لم يدخلوا أهالي مدينتي
الكوردستانية ( السليمانية) في تلك القائمة!! ، ففي أعتقادي وأعتقاد الناس أن أهالي
السليمانية يأتون بعد ألأمريكان أي جنب ألأخوة المصريون أن لم يكونوا قبلهم ،
فتراهم وفي جميع الجلسات (الخاصة والعامة) لاتخلو من النكات والطرائف وعلى جميع
المستويات وهنالك أسماء لامعة في هذا المجال منهم على سبيل المثال :
{ حسن شيرين ، به كه ، حسن سيد أحمد ، رشول عبدالله ، فريق كوير ، توفيق تيارة ،
حمه جليل ، ملا أسماعيل ،
حاج ملافرج ، أحمد هوشيار ، ئه حه سوور ، أحمد ميرزا غفور ، سردار مصطفى ، عزت يك
بارجه ، بشير رشيد ، آمين آغا ، ملا سوره ، مام رحيم كولبي ، بكر سعيد رش ، حمه ي
بكر ، نوري عبه باشا ،ئحه ي ميرزا عارف ، طه خليل ، محمود شوقي ، رازي ، رشيد مختار
، عثمان دانش ، عزت توبجي ، صالح علي ، عزي حله ديوه ، حمه فرج ، حمه صديق المحامي
......... والمئات من ألأسماء اللامعة ألأخرى لامجال لذكرهم }.
لم ينجو أحد من سياسيوا الكورد وحتى الشخصيات ألأجتماعية من هؤلاء ، بل لابد من أنه
شمله شيئاٌ ، وقد كان للرئيس / مام جلال حصة في تلك النكات!!.
وقد لصقوا هذه التهمة بشخص الرئيس ، حتى بات الكورد في جميع أنحاء العالم يتصورون
أنها حقيقة .. وقد التقيت بأحد ألأخوة الكورد من ( قيرقيرخستان ) بعد السلام
والتحية والسؤال عن وضع ( أولاد عمومتنا ) هناك ، هل تعلمون مذا سألني:
ــ هل صحيح أن ( مام جلال ) لايأكل الا لحم العليشيش؟؟
وأضاف : ياريت لو أستطيع لأهديت له عشرات منها لكوننا نملك مزرعة كبيرة للدواجن!!!.
ضحكت من كل قلبي وقلت :
كان الله في عونكم يا ( مام ) أخبار طعامك في أقصى قارة آسيا.......... ( الف عافية
.. أكل بعد شتريد؟؟) .
لقد قالوا الكثير الكثر عن تلك الشخصية المحبوبة ( مام جلال) وولعه وحبه الشديد
وتللذه بلحم الـ ( علي شيش) أي
( الديك الرومي ) مع الرز البلدي الكوردي ( النكازة ) وعليها الكشمش والمكسرات ،
حتى قالوا بأن لمام جلال وفي مقره في السليمانية ( قلاجوالان) قطيع كبير من الـ ـ
(علي شيش ) وأن هنالك كذا راعي لرعاية ذلك القطيع!!.
ومن النكات التي روجت بشكل واسع كثيرة ولكن أهمها :
قال أحدهم :
هل تعلم بأن في ـ قلاجوالان ـ ممنوع على السيارات أستعمال جهاز التنبيه ، ـ الهورن
ـ ؟؟.
أجابه لماذا؟؟.
فقال : أن مام جلال أصدر أوامره لشرطة المرور بمحاسبة كل سائق يستعمل الهورن وذلك
لأن الهورن يؤثر على قطيع الـ ـ العلي شيش ـ وتقلق راحتهم!!.
وألأخرى : أن أحد باعة الدجاج والبط والـ ( علي شيش) من الذين يتخذون أسفل جسر شارع
مولوي ، لديه علي شيش واحد وهو ينادي :
أسرعوا بشرائه قبل أن يراه ( رجال مام جلال وألأسايش ) ويلقون القبض عليه لأنه
مطلوب حياٌ في قلاجوالان!!!.
والنكتة ألأخرى :
قالوا أن ألأخ مام جلال ومن شدة حبه لـ ( العلي شيش) فبدلاٌ من أن يسمع ألأغاني
الصباحية كفيروز أو غيرها ، لديه شريط مسجل عليه أصوات العلي شيش (
علووو..علووو..علووو!!!).... يستمتع حتى بالصوت وليس بالحم فقط!!.
وعندما أستلم مام جلال رئاسة الجمهورية أطلقوا البغداديون النكتة التالية :
الحمدلله أن رئيسنا كوردي!!.
قال البعض : لماذا؟؟.
فردوا : لكونه حتماٌ سيضيف ـ لبن أربيل ـ على قائمة الحصة التموينية !!!.
هذه النكتة رواها مام جلال شخصياٌ لضيوفه في أحدى الجلسات!!!.
حينما أسمع هذه النكات أقول : كان الله في عونك يا مام جلال ، كل هذه النكات تصاغ
وأنت تضحك من دون أن تزعل على أبناء شعبك .
روى لي أحد ألأصدقاء وكان مدعوا على مائدة طعام مام جلال وقال :
كان ألأكل متوفر ولكن مام جلال كان يتناول صحن من البطاطا المسلوقة ( بناءٌ على
توجيهات ألأطباء ) ، كان يأكل ويقول مع نفسه :
آكل بطاطا مسلوقة والناس يقولوا أنه لايأكل الا (علي شيش) !!.
كل هذا الهول حول رئيسنا وحبه لـ ( علي شيش) وهنا في ـ سويسرا ـ أرخص اللحوم هي
لحوم الذي يحبه رئيسنا المحبوب ، أنه أكل الفقراء حقاٌ ...................... ،
كلما أرى تلك اللحوم أقول مع نفسي :
وينك يا مام جلال؟؟؟.... متى تزورنا؟ .. ونأكل سوياٌ طبقك المفضل؟؟.
|