مه موو زين 



مه مووزين) قصة شعرية يطلق عليها بعض الأدباء والباحثين ملحمة مم وزين(1)، كتبها باللغة الكردية في القرن السابع عشر الشاعر أحمد الخاني، وتقع القصة في 2659 بيتًا ثنائي القافية.
ويسمّى هذا الشكل في الآداب الشرقية بالمثنوي، ووزنه العروضي هو:
مفعول مفاعلن فعولن
ـ ـ ب / ب ـ ب ـ / ب ـ ـ
واستعمل هذا الوزن كثيرًا في مثنويات العشق، ومن جملة ذلك منظومة ليلى والمجنون للشاعر النظامي. تتألف القصة من مقدمة أو ما يسمّى بالديباجة، ثم فصول قصة حب تتسم بشاعرية فياضة ومواقف رائعة في التضحية والشهامة تنتهي نهاية مأساوية مؤثرة. أما الديباجة فيبدؤها (خاني) باسم الله والحديث عن جلاله، ويتطرق إلى فلسفة الوجود والصفات الإلهية وقضية التوحيد والخلق والحدث والعدم، ثم يستخلص رأي المتصوفة الكبار ويذكر مصطلحاتهم ويبدو كعارف متصوف يتوق إلى معرفة ذات الباري. ويخصص الجزء الثاني من الديباجة لنعت النبي محمد [ ويعدد منزلته في الدنيا وفي الآخرة، ويستهيم بحبه ويرجو في نهاية ابتهالاته شفاعته يوم الآخرة. وفي القسم الثالث يظهر الشاعر شعوره القومي ووطنيته فيصف حال أمته الواقعة بين إمبراطوريتين تمنعان عنها العيش بحرية وسلام.
ولقصة (مم وزين) أساس تاريخي وقعت أحداثها في إمارة (بوتان) بمنطقة حكاري في كردستان (تركيا الحالية)، وقد جرت القصة على ألسن العامة ونظمها شعراء شعبيون في قوالب فولكلورية خالطين الواقع بالخيال والتاريخ بالأسطورة، يتغنى بها مطربون ذوو خبرة في الغناء والرواية جيلاً بعد جيل في المضائف وفي المحلات العامة. والقصة الفولكورية تعرف بـ(مم الآلاني) وقد ذاعت في أرجاء المناطق الكردية، وجذبت إليها أنظار الأدباء المحليين والأجانب، وترجمت إلى لغات عدة واهتم بها مستشرقون، فقد طبعها ونشرها ألبرت سونسين سنة 1887م في بطرسبورغ ونشرها سنة 1890م باللغة الألمانية، ونشرها لي كوك في ألمانيا سنة 1903م، ونشرت في أربع طبعات متتالية من سنة 1897م إلى سنة 1904م باللغة الأرمينية، ونشرها أوسكارمان في كتابه (التحفة المظفرية) سنة 1906م، كما ترجمت إلى اللغات الروسية والفرنسية والرومانية، ولم يتخلف الأدباء العرب عن اتحاف القراء بنبذة من هذه القصة الشعبية، فنذكر في هذا المجال عبدالمسيح وزير (في مجلة الرسالة والرواية ـ 448 لسنة 1942م ـ القاهرة) وصاغ الشاعر السوري أحمد سليمان الأحمد ملخصًا للقصة باللغة العربية(2).
ويتحدث عن القصة الشعبية المستشرق (مينورسكي) ويقدم تعريفًا بها حيث يقول: «ولهم أيضًا الملحمة القومية الخاصة بهم (مم وزين) وهي في شعر ونثر مسجوع تغني به في جميع أنحاء كردستان. كان مم وزين محبين، لكن مم لم يكن في مستوى حبيبته من حيث النسب والوضع الاجتماعي. علم أمير بوتان وهو أخ زين بهذا الحب فغضب على مم وسجنه، ولكنه خشية من التمرد الشعبي أطلق سراحه ووافق على زواجها. كان الأمر منتهيًا حيث مات مم في حبه، وعلى أثره ماتت زين أيضًا فدفنوها بجانبه. نبتت ورود كثيرة بين القبرين كرمز لذلك الحب الذي هو أقوى من الموت»(3).
أما الشاعر أحمد الخاني فقد وظف أحداث القصة في منظومة أثيرة بأسلوب أدبي كلاسيكي رفيع مضمنًا إياها ثلاثة محاور فكرية هي:
* التصوف.
* الفلسفة.
* الوطنية.
وجعل منها نموذجًا مشرقًا للأدب الكردي في القرن السابع عشر جذبت أنظار أبناء الشعب، ونظروا إليها كوثيقة قومية لداعية من دعاة الحرية. واهتم بها المستشرقون وسرعان ما تلقفتها أيديهم بالبحث والترجمة والتلخيص وأشادوا بها. ومنهم: جابا ـ لرخ ـ أوربيللي ـ نيكتين ـ ليسكوـ رودينكو..(4). ويصف علي سيدو الكوراني من الأردن القصة بقوله: «أحمد خاني هو العلامة الشاعر العاشق المغلق من عشيرة خانيان وصاحب (مم وزين) الشهير وهو شعر قصصي لا مثيل له في بابه إلاّ إلياذة هوميروس»(5).
ويقول باسيل نيكتين في كتابه (الكرد) الصادر باللغة الفرنسية إنه «شاعر يحق أن يسمى (فردوسي) الكرد، ونقصد به أحمد خاني الذي أتينا على ذكر اسمه عند الحديث عن ظهور الشعور القومي الكردي، والحق أن هذا الشعور ينعكس في شعر هذا الشاعر بأجمل صورة وأبلغها». ويقول: «وتقف آثاره في هذا المجال وفي حالات عديدة جنبًا إلى جنب مع بعض غزليات مولانا جلال الدين الرومي (المؤسس والمرشد العرفاني لطريقة المولوية الصوفية في قونية) واتخذ منه القدوة والنموذج لآثاره»(6).
من هو أحمد الخاني؟
اسمه أحمد بن إلياس بن رستم من عشيرة خانيان، ولد في مدينة (بايزيد) في كردستان تركيا الحالية سنة (1061هـ ـ 1650م) ودرس في مدرسة جامع المرادية فيها وانتقل للتحصيل العلمي إلى مدارس مدن أخلاط، أورفه، بتليس، وزار كلاً من مصر وبغداد ووافى فريضة الحج في مكة المكرمة.
اشتهر كعالم فقيه وشاعر بليغ، بقيت من آثاره الأدبية عدا قصة (مم وزين) رسالة في عقيدة الإيمان وقاموس منظوم لشرح الكلمات العربية بما يقابلها من كردية باسم (نوبار = الباكورة) كتبه لتلاميذ المدارس الدينية. وكما يقول الدكتور عز الدين مصطفى رسول: «لقد كانت هذه الآثار متداولة بنسخها المتعددة في جميع أرجاء كردستان وفي شمالها على الأخص. فلا يكاد مسجد أو مدرسة دينية يخلو من نسخة مخطوطة أو أكثر لها جميعًا، وقد طبعت الآثار الثلاثة مرات عديدة وبطبعات مختلفة، كما نشرت قصائد لخاني نقلها المستشرق جابا مخطوطة مع ما نقله من مخطوطات إلى سان بترسبورغ. ووجدت له رباعيات أو قصيدة مكونة من رباعيات كتبت باللغات الشرقية الأربع»(7).
توفي في مدينة بايزيد سنة (1119هـ = 1707م) وما زال قبره في شرقي المدينة مزارًا لعارفي فضله وعلمه.
تعريف بموطن خاني
يقال لموطن الشاعر (كردستان) واللفظة تعني البلاد التي يسكنها الأكراد، وكردستان رقعة أرض واسعة موحدة متراصة تتخللها جبال شاهقة ووديان عميقة وسهول خصبة، سماها اليونانيون (كوردونس) وسماها السريان باسم (كاردو).. «أما الكتاب العرب القدماء فلم يستخدموا الأسماء اليونانية في الحديث عن بلاد الكرد بل كانوا يسمونها (إقليم الجبال) وكان هذا الإقليم يشتمل على المنطقة الواقعة شمال غربي إيران حتى أورمية ممتدًا من سهل العراق حتى الصحراء الإيرانية الكبرى ومشتملاً على منطقة الجبال جنوب شرقي أذربيجان. وكان إقليم الجبال ينطبق في الواقع على المنطقة التي أطلق عليها الكتاب اليونانيون اسم (ميديا)، وقد سمى المؤرخون العرب فيما بعد المنطقة نفسها باسم العراق العجمي ليميزوه عن العراق العربي وهو منطقة السهول..»(. ولم يجر لحد الآن تحديد حدود كردستان نظرًا للظروف السياسية التي مرت بها، وينكر البعض هذا الاسم بشتى السبل والأشكال. «أما كلمة كردستان كاصطلاح جغرافي فيبدو أنها ظهرت لأول مرة في القرن الثاني عشر الميلادي في عهد السلطان سنجر السلجوقي، وقد استعمل المؤرخون المسلمون فيما بعد هذا المصطلح الجغرافي، وكان أول ظهوره في كتاب (نزهت القلوب) لمؤلفه حمد الله القزويني الذي كتب عام740»(9). أما الآن فيسكن الأكراد في البقعة الجغرافية الواقعة في كل من تركيا وإيران والعراق وسوريا. أما كردستان تركيا التي تقع فيها مدينة الشاعر فتشمل القسم الشرقي والجنوب الشرقي من تركيا وفيها المدن: (بدليس، ديار بكر، أخلاط، بايزيد، أرضروم، أرزنجان، سيواس، وان، ماردين) ويقدر نفوس الأكراد بين 15 مليونًا و20 مليونًا في هذه المنطقة فقط.. (أي في تركيا الحالية).
شيء من تاريخ عصر خاني
عاش أحمد الخاني في القرن السابع عشر الذي يمكن اعتباره عصر النهوض في الحياة القومية نظرًا لما حدثت فيه وفي القرن السادس عشر الذي قبله من تطورات سياسية خطيرة هزت الروح القومية، وأثرت في الواقع الثقافي. وكإشارة إلى ذلك نذكر أن أول تاريخ شامل للكرد كتب في هذه الفترة باسم (الشرفنامة)(10). والذي هو سجل لمآثر تاريخ الكرد وحكوماتهم وإماراتهم، وفيه تشجيع وإثارة للروح الوطنية بين الناس. وظهر كذلك شعراء تركوا دواوين شعرية غاية في الأهمية منهم الشيخ أحمد الجزيري، وعلي الحريري، وفقي طيران. أما من الناحية السياسية فلم يكن للأكراد في عصر الخاني دولة موحدة بل إمارات متفرقة لكنها مستقلة، وحين نشأت الدولة العثمانية وقوي ساعداها توجهت لتوسيع نفوذها شرقًا وغربًا.. لم يقف في وجهها مانع سوى دولة فتية في إيران استطاعت أن تعبئ الجيوش باسم المذهب الشيعي، وتنافسها في الاستيلاء على ممالك الشرق ألا وهي الدولة الصفوية، واشتد الصراع بينهما متخذًا طابعًا دينيًا متطرفًا، خاضتا حروبًا دامية ذهب من أجلها ألوف الألوف من المسلمين. ووقعت كردستان بين حجري رحى الدولتين لا يمكنها العيش بسلام وأمان بينهما. ونظرًا لاتفاق الأكراد مع العثمانيين في المذهب وتلقيهم العنت والاضطهاد من الصفويين لعدم موالاتهم لمذهبهم، فقد استطاع العثمانيون سلوك دبلوماسية لين وود معهم. وتوسط عالم ديني كبير من الأكراد يدعى الملا إدريس البدليسسي في الأمر ودعا الأمراء إلى الانضواء تحت راية الخليفة العثماني الذي اعترف باستقلال الإمارات الكردية الداخلي بموجب الفرمان السلطاني الصادر في أواخر شهر أيلول عام 921هـ والموافق شهر نوفمبر سنة 1515م. وهكذا تم إخضاع إمارات كردستان السنية رسميًا إلى السلطان العثماني»(11).
وبفضل جنوح قوات الإمارات الكردية للعثمانيين فقد انتصروا في معركة (جالديران) الحاسمة على الصفويين سنة 920هـ، لكن الصراع بينهما لم ينته نهائيًا ولم تدم سياسة ود العثمانيين تجاه الإمارات الكردية أيضًا. «وكان القرن السابع عشر الذي ينتسب إليه خاني قرنًا حافلاً بالصراع العنيف بين الإمارات الكردية والإمبراطوريتين الفارسية والعثمانية اللتين كانتا ترومان احتلال كردستان والاستفادة منها كبلاد محتلة وكجسر نحو الإمبراطولاية المعاكسة من جهة أخرى، أو كسد سديد أمام الهجوم المعاكس كما يوضح خاني نفسه بحق»(12). ويتساءل المرء لماذا لم تستطع كردستان أن تحرر نفسها من تبعية الدولة العثمانية وتشكل لنفسها كيانًا خاصًا؟ وجوابًا عن هذا السؤال نقول إن الموقع الجغرافي لكردستان شكل الأس الأساس لبقاء المسألة دون حل وذلك:
أولاً: قربها من مركز الدولة العثمانية جعل من السهل على العثمانيين تجهيز الحملات على الإمارات الكردية المتمردة.
ثانيًا: كونها المعبر أو الطريق التي تمر عبرها جيوش الدول العثمانية نحو البلدان الإسلامية في الشرق وحتى البلدان العربية في القارة الإفريقية كمصر وليبيا والمغرب.. يتحتم على كردستان أن لا تمانع أو تعرقل الحملات العسكرية، وقوافل التموين العثمانية تستطيع سلوك طريق البحر للوصول إلى ممالكها في البحر المتوسط.
ثالثًا: وحسب تفسير أحد المستشرقين فإن: «التشتت العشيري وسيادة الفكرة الإسلامية المنافسة للقومية لعبا دورًا فعالاً في الحيلولة دون تكوين دولة كردية (13).
أما في الجانب الصفوي الإيراني فقد أصبح الشعب الكردي أقرب الأهداف لسهام مطامع الصفويين والمَعْبر نحو الإمبراطورية العثمانية (أولاً)، ومما زاد في حقدهم وغضبهم عليه كونه يتبع مذهب السنة والجماعة، ولم يذعن لمحاولاتهم الدامية لتغيير مذهبه، كما غيرت جموع غفيرة من الشعوب الإيرانية مذهبهم (ثانيًا). ولكون الإمارات الكردية قد اصطفت في صف الدولة العثمانية في معركة جالديران المشهورة ومعارك الصراع المستمر بعدها.
الأدب يصور الصراع
وجاء الشاعر أحمد الخاني ليصور هذا الصراع في إطار أدبي ضمن ديباجة مم وزين، ورأيت من الأوجب أن نسمع منه شخصيًا ونطلع على دقائق الأمور في قالب شعري، وأقدم ترجمة لهذه القطعة الشعرية... ينشد الشاعر:
أيها الساقي ! بالله عليك صب جرعة في كأس جمشيد(14)
حتى تُظهر الكأس لنا العالم وتكشف لنا ما نريده
لنطلع على حالنا ونرى هل تكون أيامنا المقبلة ميسرة؟
فقد بلغ أدبارنا غاية الكمال، وهل آن الأوان لتزول تعاستنا؟
أم نبقى على حالنا إلى النهاية؟!
أمن الممكن أن يطلع في هذا الفلك الدوّار كوكبنا؟
ويصادقنا الحظ ويستيقظ مرة من نومه
حتى يظهر لنا مسندٌ وملك يقدّر فننا
ويقدر نتاج أقلامنا.. ويعالج أدواءنا ويروج علمنا
لو كان لنا ثمة مرشد كريم بليغ
لأصبح نقدنا مسكوكًا رائجًا،
ومع أن نقدنا خالص سليم، لكنه بدون قيمة إذا لم يسكه ملك
ولو كان لنا ملك وضع الله على رأسه التاج
ويؤسس له عرش لنهض حظنا واستقام،
ولكان صاحب التاج يعنى بنا
نحن اليتامى، ولحررنا من براثن اللئام
لم يكن يغلب علينا هذا (الروم)(15)
وما أصبحت ديارنا مرتعًا لنعيب البوم
ولم نكن محكومين وصعاليك مغلوبين
مطيعين لأوامر الأتراك والطاجيك(16)
لكن هكذا كانت إرادة الله من الأزل
سلط علينا الروم والعجم.
ومع أن الإذعان لهم عار
لكن العار يسم جباه المشاهير من الحكام والأمراء
وما ذنب الشعراء والفقراء؟!
وكل من مد يده إلى السيف الهمة والإقدام حصل على الحكم
لأن الدنيا عروس يتحكم فيها من بيده السيف المسلول.
فالسيف مهرها وصداقها وما يُهيأ لها من كرم وعطاء.
فلقد سألت الدنيا ما مهرك؟ قالت: الإقدام وشحذ الهمم
أي أن الدنيا تخضع للإنسان بالسيف والحكمة.
إنني حائر.... لماذا الكرد من بين مماليك الأرض
محرومين محكومين؟
فهم الذين استولوا بالسيف على مدن الشهرة
وسخروا بلدان الهمم
وكل رجل فيهم في الكرم حاتم وفي الحرب(رستم)
فانظر كيف أن الأكراد أصبحوا قلاعًا
من حدود العرب حتى حدود الكرج،
الأتراك والفرس يحتميان بهذه القلاع
ويبقى الأكراد خارجها في العراء
فهما يجعلان من الكرد هدفًا لسهام القدر
ومفاتيح الحدود والسد السديد
كلما تتلاطم أمواج الروم وبحر الطاجيك
يتلطخ الكرد بالدماء ويصبحون البرزخ لهما!
الشهامة والإقدام والسخاء والرجولة والشجاعة والجَلَد
حكر على قبائل الكرد، منحوها بالسيف والعدل
ومع بسالتهم كغيارى ينفرون من حمل المنة
وهذا الحرص وعلو الهمم منعاهم من حمل المنن
ولهذا فهم لا يتفقون، وفي خلاف مع بعضهم البعض
فلو كنا على اتفاق وننقاد جميعًا لقائد
لخدَمَنا الروم والعرب والعجم
ولأكملنا الدين والدولة
ولحصلنا على العلوم والحكمة(17).
شخصيات القصة ومضمونها
أراد الشاعر أن يجعل من قصته (مم وزين) مرآة لأفكاره وخلاصة لآرائه تجاه فلسفة الوجود والحياة، وحبًا ساميًا يجعله مظهرًا للتجليات الإلهية، وهذا المسلك نراه جليًا بين فصول القصة وفي رسم شخصياتها، فشخصية (مم) إيجابية واقعية، وهو شاب مخلص لحبه، وقوي أمام أعدائه لا يتزحزح عن آماله، ومستعد للتفاني والتضحية في سبيل حبه النقي الطاهر، فاستغل القاص هذا النقاء والطهر في حب مم وزين ليرتفع به فوق الحب البشري. وليصل به إلى الحب المثالي الصوفي. فحول خاني شخصية مم إلى شخصية معنوية بعد دخوله السجن، فيقول إن وحدته في السجن أصبحت (خلوة المتعبدين) وصومعة النساك. والصوفي الذي يدخل (الخلوة) ويزاول الرياضات النفسية خلالها يصل إلى مرتبة (الشيخ)، فوجوده في السجن كان وجودًا جسديًا. أما روحه فمنطلقة في السماوات العليا. لذا فهو يرى عذابه وآلامه سعادة، وحتى حين سمع نبأ صدور العفو عنه وموافقة الأمير على لقائه بزين، يقول: (إنني لا أذهب إلى ديوان أي أمير ولا أكون عبدًا لكل عبد، فمن يكون الأمير أو الوزير؟ وتتغير نظرته إلى الزواج الدنيوي وهذا باعتقاده بأن جنة العشاق هي لقاء الله.
وكذلك (زين) فقد تدرجت في حبها من حبٍ واقعي سوي حتى بلغت قمة حب أفلاطوني، ورأت هي الأخرى من العوائق والعذاب والمنغضات طريقًا إلى حب حقيقي أسمى من الحب العادي، وأخيرًا تيقنت بأن كل ما جرى لهما كان قدرًا مكتوبًا لا مناص منه، ونجد ذلك في موقفها من قتل المنافق (بكر) الذي حطم آمال الحبيبين، فقد استغفرت له وطلبت دفن جثته قرب مرقد مم باعتباره كان حائلاً دون زوال عشقها ومم وباعثًا لاضطرام ناره، بل باعتباره سببًا لحقيقتها. فنرى أنه استشهد في سبيلهما، وتبلغ بفعلها هذا قمة الحب، فلا حب من دون عذاب وتضحية.
ومثل آخر على سمو حب مم وزين وتساميه على الحب الدنيوي موت زين التراجيدي وهي تحتضن شاهدة قبر مم أمام الجمع الغفير من المشيعين، وقبول شقيقها (الأمير) وكل الحاضرين فتح مرقد مم ودفنها معه بدون حاجز.. ليسمع الحضور لفظة (مرحبا) تنبعث من قبر مم لثلاث مرات.
أما شخصية (بكر) الذي فرّق بين الحبيبين فهي شخصية واقعية أيضًا، تعمل ضمن إطار أساليب السياسة وإدارة الحكم، فهو يرى أن أفعاله اللئيمة تبررها مصلحة الدولة والأمير.. وعليه أن يستخدم دهاءه في سبيل تقوية مركز الأمير وازدياد هيبة السلطة. أما الأمير الحاكم المطلق المحافظ على تقاليد السيادة والحق الإلهي في الحكم، فمع ظهوره بمواقف تنم عن السذاجة فإنه ينظر هو الآخر إلى مصلحته ومصلحة إمارته قبل كل شيء. ورغم النهاية المأساوية للقصة إذ يكون ختامها موت الحبيبين فإن الشاعر يبتعد عن مبدأ (الانتقام الشعري) في تراجيديات الحب المشهورة في العالم، ومع أن الأحداث الواقعية تبين انتقام صديق (مم) من بكر جزاءً على نفاقه وتسببه في موت (مم)، والقارئ الذي كان ينتظر هذا الانتقام الشعري وهذه النهاية المعقولة يدهشه تبرئة القاص لذمة (بكر) الذي يقر بأنه رآه في الجنة وذلك بالاعتماد على تفسيراته الدينية والفلسفية التي نوهنا عنها أيضًا.
وهكذا يريد القاص تصوير حبهما من زاوية التصوف، وأن العذاب الذي لقياه هو بمنزلة الرياضة النفسية والجسدية للصوفي في سبيل تربية وتنقية روحه للارتقاء فوق الماديات، وأن حبها العميق الطاهر ما هو إلا صورة مجسدة للحب المثالي الكبير.
أما ما يهدف إليه مضمون القصة من نواح وطنية واجتماعية، فبالإضافة إلى تصوير الحياة المدنية والحضارية في إمارة بوتان ومدينة (جزير) وتباين عادات الصداقة والإخلاص وتقاليد الشعب في الأعراس والأعياد والألعاب، وكذلك عرض موضوع الحب في صورة راقية تظهر دور المرأة الإيجابية في الحياة ـ فإنه يرمز إلى الوطنية. وبرأيي فإن (مم) يمثل الشعب المخلص الشجاع المتفاني في سبيل نيل غايته في الوصال مع حبيبته الحرية، وكيف أنه لم يصل إلى غايته رغم التضحيات الجسام والعذاب المرير الذي كابده في سبيلها.. ونرى اللجوء إلى استعمال القوة أخيرًا لتحرير مم من السجن من قبل ممثلي الجماهير والقوات المحاربة. ويقول المستشرق باسيل نيكتين: «إنه يصور في ملحمته الشعرية الأساس (مم وزين) كردستان وكأنها سجين مقيد بالأغلال ويبين لنا الشاعر الوسائل والسبل التي ينبغي اللجوء إليها من أجل انقاذ وطنه مما هو عليه»(18).
ملخص القصة
جرت ترجمة القصة (من دون الديباجة) إلى اللغة العربية في سنوات الخمسينيات وبالإضافة إلى إحالتي القارئ الكريم إليها(19). لكنني رأيت أن أرفق مع هذه الصفحات الخاصة بالتعريف بالقصة والمؤلف وحياته ملخصًا للقصة الشعرية لا أظن أن الملخص يرتقي إلى مستوى الطموح ولا إلى المستوى الأدبي للنص الذي أرجو أن لا أشوهه.
كان يحكم مدينة (جزير) أمير إمارة بوتان واسمه (زين الدين) وكان أميرًا ذائع الصيت مشهورًا بالكرم والشجاعة، له شقيقتان جميلتان تسمى الكبرى (ستي) والصغرى (زين) وكانتا آيتان في الحسن والأدب. وكانت بين جيش الأمير قوة خاصة تتكون من مئة شاب يرأسهم القائد (تاجدين ـ تاج الدين) ابن وزير الديوان المشهور بقوته وبصولاته في ساح الوغى، له شقيقان (عارف) و(جكو) من الرماة الشجعان أيضًا، جعل من صديقه (مم) أخًا روحيًا لا يستطيع مفارقته، يكن الواحد للآخر إخلاصًا وودًا منقطع النظير. و(مم) هذا كان ابن كاتب ديوان الأمير، وهو شاب وسيم شجاع بطل يتصف بالإباء والمعشر الحسن والأخلاق الحسنة.
عندما تدور السنة دورتها ويحل عيد (النيروز)، يخرج الناس من بيوتهم متوجهين إلى المروج والبساتين متنزهين، وهذه عادة جارية إلى اليوم. ولقد خرج سكان مدينة جزير للتنزه في يوم هذا العيد فلم يتخلف منهم مدنيون وعسكريون سوى (مم) و(تاجدين) اللذين قاما بتبديل هيأتهما وارتديا زي الفتيات، وتنكرا بشعر مستعار وخرجا بعد ذلك من المدينة واختلطا بجموع الشباب والشابات، حيث لاحظا اضطراب الجموع، سأل تاجدين شيخًا واستفسر منه عن الأمر، فأجاب الشيخ بأن ثمة شابين قويين كأنهما جلادان يرومان رؤوس الجموع، أو ساحران يجعلان منهم سكارى دون خمر، فانتفض تاجدين ومم وقررا أن ينازلا الشابين ليحققا لهما انتصارًا أمام الحشد، وما إن اقتربا منهما حتى هالهما جمالهما وكأنهما شاهدا مَلَكين من الملائكة، وبعد أن أجالا النظر فيهما وتبودلت النظرات رقت القلوب وسلكت أرواحهم طريق الحب. ومن شدة هيامهما وقعا مغشيًا عليهما فلما أفاقا وجدا نفسيهما وحيدين وقد تبدل خاتميهما. وبعد أن تفحص تاجدين خاتمه وجد اسم (ستي) منقوشًا في باطنه ووجد مم اسم (زين) مكتوبًا على خاتمه، وهنا أدركا أن صاحبي الخاتمين هما الأخريين تنكرتا في زي شابين. وقد ترك هذا اللقاء العفوي أثره الكبير في قلبي الفتاتين فلم تخلدا للراحة إلى أن تمكنتا بواسطة مربية عجوز ساحرة من معرفة الشابين. وعندها أرسلت العجوز إليهما لتخبرهما بحب الفتاتين واستعدادهما للزواج بهما. امتلأ قلبا الشابين بالفرح بعد عذاب واضطراب دام أيامًا. وأرسل تاجدين وفدًا من الأعيان لخطبة (ستي) من الأمير فوافق الأخير على زواجه منها وجرت مراسيم الزفاف بصخب وأُبهة.
كان للأمير بواب أو حاجب ماكر نمام يدعى (بكر مركَور) يكن في قلبه الحقد الكثير على تاجدين ويحاول الإيقاع به في كل مناسبة فأتى يومًا إلى الأمير ليسمم أفكاره وليعبر عليه مكائده فقال له: إنك أيها الأمير قد تسرعت بتزويج شقيقتك لتاجدين فلم يكن يليق بها إلا الملوك والقياصرة، وما تاجدين إلا من خدم الأمير، فأجابه:
أيها الأحمق ما ينفعني القياصرة والملوك عندما تحتدم المعارك؟ من لي بحمل السيف غير تاجدين ومم والآخرين؟ إلا أن بكرًا لم يهزم فقد أوغل في زرع بذور الحقد والشر فقال له:
نعم، أيها الأمير، لكن أمثال هؤلاء لا يستحقون الإحسان الذي تغمرهم به، فمن يوم ما أغْدقتَ على (تاجدين ابن اسكندر) النعمة أصابه الغرور وسيأتي يوم لا محالة ينافسك فيه حتى على العرش! كيف؟ عندما زوجته من شقيقتك قام فأهدى شقيقتك الصغرى (زين) إلى صديقه مم!! عندها غضب الأمير غضبًا شديدًا وصدق ما قاله فأقسم أن يمنع زواج مم من زين مهما كانت الظروف والأحوال.

بينما فرحت (ستي) بزواجها بقيت زين كسيرة الخاطر، بائسة وتعلم يائسة أن حظها من الحياة هو أن تكابد العذاب والحرمان وأن لا تنال مرادها أبدًا. ويبقى مم الهائم بحب زين يائسًا من الوصال يتجرع الألم والعذاب بحيث أصبح عليلاً ضعيف الوجود. وفي أحد الأيام خرج الأمير مع حاشيته إلى الصيد، وأرادت زين أن تغادر غرفتها فنزلت إلى باحة القصر ومن ثم عرجت على حديقة الأمير الواسعة فكانت تنادي الأزهار والفراشات والعنادل وتشكو لها همومها وتتمنى لقاء مم. فما إن رفعت عينيها حتى رأت مم يأتي صوبها وكأن قوة خفية أهدته وجلبته إلى الحديقة نفسها ليتم اللقاء بينهما، فأغمي عليها، وما إن شاهدها مم حتى أغمي عليه هو الآخر. وعندما أفاقت زين من غيبوبتها جعلته يفيق وتقابلا لقاء الحب الخالص، وزاد لهيب قلبيهما اشتعالاً، وعندما تركا الحديقة ورجعا إلى القصر نسيا نفسيهما وتاها في بحر الغرام، ولم يستيقظا من نشوتهما إلا على وقع أقدام الحشد الغفير وصوت الطبول والنقارات والأبواق. وكاد يكتشفهما الأمير عندما فتح باب القصر، إلا أن (مم) اتكأ على أحد أعمدة القصر وأخفى زين تحت عباءته الفضفاضة، ولم يتحرك من محله رغم مجيء الأمير ومعه تاجدين وبكر وجمع من الحاشية. وعندما سأله الأمير عن سبب وجوده في القصر أجابه: أن مرضه قد اشتد عليه فجاء إلى حديقة الأمير للتفريج عن نفسه بالتفرج على الأزهار والأطيار ولصيد ما تصل إليه يده ما دام الأمير قد خرج إلى الصيد، وقد رأى في حديقة الأمير غزالاً أبيض ما غاب إلا قبل مجيء الأمير بفترة وجيزة. فأدرك تاجدين مغزى كلامه، لكنه ترجى الأمير أن لا يحمل هذيان مم المريض محمل الجد، وهرول مسروعًا إلى داره المجاورة للقصر وأشعل فيها النار وتصاعد الدخان وعلت صيحات النجدة لإطفاء الحريق، فهرع القوم إلى الدار المحترقة وخلت الساحة لزين كي تخرج من مكمنها وتنجو بنفسها نتيجة تضحية تاجدين.
لم يخف حب زين ومم على (بكر) فزاد حقدًا عليهما، وتوسل بكل الوسائل لسنوح الفرصة ليضرب ضربته الحاسمة ويخمد نار هذا الحب الوقاد. وأخبر بكر الأمير يومًا بأن (مم) تحدى قراره ولم يرعو عن الإيغال في حب زين، وانتشرت قصة حبهما بين الرعايا وما زال يأمل الزواج بها. فاستشاط الأمير غضبًا وقرر حسم الأمر مع مم. ودبر (بكر) مكيدة جديدة حتى يكتشف الأمير بنفسه تعلق مم بحب زين، فكان أن طلب الأمير من حاشيته أن يعدوا له مجلسًا مع مم وأوصاهم حين يدعون ممًا إلى المجلس عليهم أن يحولوا دون تسرب خبر الدعوة إلى تاجدين وأخوته لكي يستطيع تأديبه وعقابه على فعلته. وعندما حضر مم إلى المجلس طلب منه الأمير أن يلعب معه (الشطرنج) بشرط أن يلبي المغلوب طلب الغالب. وكان بين حرس الأمير فتى يدعى (كوركين) على صداقة حميمة مع مم استطاع أن ينسحب من المجلس خلسة ويخبر تاجدين وإخوته بالمكيدة، فما إن اشتد اللعب حتى وصل تاجدين وإخوته مدججين بالسلاح، وتغلب مم وربح لثلاثة أشواط. إلا أن بكرًا المفسد لاحظ (زين) تتفرج عليهم من نافذة مقابلة لهم، فانتهز الفرصة وطلب من الأمير تبديل مكان مجلسه مع مم ويواصلان اللعب، وما إن جلس مم قبالة الشباك ووقع بصره على حبيبته حتى فتر ذهنه عن مواصلة اللعب، وغلبه الأمير ستة أشواط، وغنم الأمير الفرصة لتحقيق مأربه فطلب منه تنفيذ الشرط الذي هو إخباره عن اسم الفتاة التي يحبها ليتمكن من تزويجه بها إن رآها كفئًا له.
انبرى بكر في هذه اللحظة ليشير ويستفزه فقال متهكمًا إن حبيبة مم زنجية دميمة لا يليق ذكرها بمقام الأمير. رأى مم من هذا الكلام طعنًا في شرفه فكشف بصراحة حبه لزين ضاربًا كل الأخطار عرض الحائط. هاج الأمير بعد أن نال هذا الكلام من هيبته وأثار نار غضبه فأمر الخدم بإلقاء القبض على مم وقتله شر قتلة. هجم على مم (200) مسلح ونهض مم شاهرًا خنجره وقام تاجدين وإخوته على أثر ذلك وطلب من الخدم التريث والامتناع عن كل فعل يسيء إلى مم مهددًا ومذكرًا إياهم ببأسه وبأس إخوته، فمنعهم من الاقتراب منه، أي حال دون قتله، لكنه لم يستطع المضي إلى أبعد من ذلك تجاه حكم الأمير، فقال إنه ليس ضد أوامر السلطان وعليه الإذعان لها فأمر الأمير بشد وثاق مم وحبسه في أحد أبراج القلعة. تمنى تاجدين الموت في ذلك الحين لكنه برر موقفه وصرح بأن العار لن يلتصق بجبينه لأن (الجلاد ليس رجلاً عاديًا بل هو الأمير الحاكم) حسب قوله.
ودخل مم السجن، ويصف القاص الشاعر ما كابده في سجنه الذي ظل فيه مدة عام، فأحال السجن المظلم إلى صومعة ليخلو بنفسه مع الله لا يفكر إلا بالحب الخالص المرتفع فوق الأغراض الدنيوية، ويصف من جهة أخرى عذاب زين وآلامها بعد فراق مم التي حرمت على نفسها كل معالم الفرح. وأثر فراق مم في تاجدين كثيرًا ورغم مساعيه الكثيرة لم يتمكن من عمل شيء لإنقاذه من السجن، فاتخذ الموقف الذي كان عليه أن يتخذه قبل ذلك، فقرر يومًا هو وإخوته أن يقابلوا الأمير بالعنف ويطلبوا منه إطلاق سراح مم تحت التهديد والسلاح، وأمام هذا التهديد القوي استجاب الأمير لطلبه. و(زين) التي أعطت النموذج الحسن في صبرها وتحملها العذاب ونكران الذات في سبيل الحب الخالص جلبت عطف الكل بمن فيهم شقيقها الأمير، فأيقن بأن حب (زين ومم) حب طاهر فوق الشبهات ووافق على زواجهما. وحينها ذهبت زين بكامل زينتها إلى السجن لتنقل بنفسها إليه هذا الخبر السار لكنه مات وأصبح جثة هامدة. فأثر هذا الموقف المفجع في نفسها أثرًا بالغًا. ولدى حضورها مراسيم دفن جنازة مم لم تستطع أن تتمالك فأسلمت الروح فوق قبره وتم دفنها مع مم في القبر نفسه ليتم الوصل في الآخرة وقد حرما منه في الدنيا.
ومما يجدر ذكره أن تاجدين هجم في سورة غضبه على بكر المنافق فأرداه قتيلاً. وبقيت قصة عشق مم وزين خالدة في القلوب لأنها تمثل النبل والطهر والتضحية حيث يقول الشاعر:
والحاصل فقد فتحوا التابوت من جديد
خاطب الأمير ممًا: هاك المعشوقة!
فجاء الصدى من جسده ثلاث مرات
وجاء الصوت بلفظ (مرحبًا)
وعندما سمع الجميع تحقيق السر صدقوه وآمنوا بالعشق
وقالوا مؤيدين: «مرحى. مرحى!»
حقًا لم يكونا ملوثين بالأدران والأشواك
وهذا هو الحب الطاهر
لقد رحلا طاهرين نقيين
رحلا بكرين كريمين
رحلا بشفاه ظامئة ولم يذوقا ثمرة بعضهما
وقفا أمام الله متحسرين،
والله لقد عاشا مسرورين بالحب
وماتا معًا مسرورين والمنة لله
كل من كان بجماله مثل زين يبدل الحياة بالعشق
ويحرم نفسه من السرور والعيش الرغيد
لابد أن يحقق مبتغاه.. ويرى كل ما أراده
الهوامش
1ـ وتسميتها جاءت على اسمي بطل القصة (مم) والذي قد يكون تصغيرًا لاسم محمد الذي يلفظ أحيانًا في اللغة الكردية بـ(مامند وممند) وبطلته (زين).
2ـ محمد أمين عثمان ـ مم وزين، شرح وتحقيق، بغداد، 1990م.
3ـ مينورسكي ـ الأكراد (ملاحظات وانطباعات)، ترجمة: معروف خزندار، بغداد، 1968م.
4ـ د.عزالدين مصطفى رسول ـ أحمدي خاني شاعرًا ومفكرًا، بغداد، 1979م.
5ـ علي سيدو كَوراني ـ من عمان إلى عمادية، مطبعة السعادة، مصر، 1979م.
6ـ ب.نيكتين ـ الكرد (دراسة سوسيولوجية)، ترجمة: د. نوري طالباني، أربيل، 2004م.
7ـ د.عز الدين مصطفى رسول ـ المصدر السابق، ص35.
8ـ د.شاكر خصباك ـ الأكراد دراسة جغرافية أثنوغرافية، بغداد، 1972م، ص515.
9ـ المصدر السابق نفسه، ص516. علمًا بأن السلطان سنجر قد حكم بين سنتي (511ـ522) هجرية.
10ـ الشرفنامة من تأليف الأمير شرمخان البدليسي، تعريب ملا جميل روزبياني، بغداد، 1953م، وهو مصدر أشار إليه المؤرخون والمستشرقون مرارًا.
11ـ جلال الطالباني، كردستان والحركة القومية الكردية، الطبعة الثانية، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، 1971م.
12ـ الدكتور عز الدين مصطفى، المصدر نفسه، ص55.
13ـ باسيل نيكتين، المصدر السابق، ص213ـ214.
14ـ يقال إن الملك جمشيد الإيراني كان ينظر في كأس خاصة له ويشاهد فيها أحوال المملكة كالتلفزيون الحالي!
15و16ـ ورد في القديم تعبير الروم ليدل على الأتراك الذين احتلوا بلاد الروم وسكنوا فيها. ويدل (الطاجيك) على الفرس ومع أنهم الآن قوم يعيشون في جمهورية طاجيكستان لكنهم يتكلمون الفارسية.
17ـ مم وزين ـ محمد أمين عثمان، المصدر السابق، ص48ـ53.
18ـ باسيل نيكتين، الأكراد، ترجمة نوري الطالباني، ص213.
19ـ محمد سعيد رمضان البوطي، مم وزين، تأليف أمير شعراء الأكراد وأدبائهم أحمد خاني، بيروت، دار العلم للملايين.

……..

بسم الله الرحمن الرحيم

قصه‌ العاشقین شیرن وفرهاد


طبعا القصة هاي قصة حقيقية :

يحكى أن هنالك رجلا صيني كان يدعى فرهاد هذا الرجل كان يقوم بأسفار حول العالم وذات يوم وصل أيران وفرض عليه القدر أن يلتقي الأميرة شيرين ويعجب بها فذهب لطلب يدها من أبيها الملك لكن الملك لم يشأ أن يعطي أبنته الغالية ألى فرهاد فأعطى شرطه الذي ظن به أن أي رجل في العالم لن يستطيع تحقيقه حيث قال لفرهاد أذا حفرت هذا الجبل بطوله وعرضه وأستطعت أيصال الماء ألى الجهه الأخرى من الجبل سوف أعطيك أبنتي ..............
طبعا فرهاد لم يستسلم ناظل من أجل حبه وبدأ بحفر الجبل عمل ليلا نهارا بأرادة جاريا وراء قلبه الذي أسرته تلك الفتاة ولكن ياله العجب فعل فرهاد مالم يستطع أي رجل فعله لحبه....نعم لقد أنهى حفر الجبل بأكمله وأوصل الماء ألى الجهه الأخرى بطريقه لم يستطع البشر لحد الأن معرفة سرها
فذهب مسرورا ظانا أنه قد حصل أخيرا على غنيمته فتفاجأ الملك لا بل صدم فلم يجد أمامه من خيار سوى أختلاق قصة موت أبنته شيرين........
فغلقت الأبواب جميعها بوجه فرهاد فلم يجد مفرا ألا الموت ....نعم لقد أنتحر فرهاد لكي يتخلص من ألم حبه ظانا أن الموت هو المفر
وعندما سمعت شيرين قصة موت فرهاد ما لبثت أن أنتحرت ...
ولم يبقى من هذا الحب شئ سوى ذكرى على ألسن الناس
أنظروا كيف جنى الملك على نفسه فقد أعز مايملك فما النفع من الذي بقي معه .....مال ....جاه.....منصب
لقد فقد أبنته بسبب طيشه