العلامة الشيخ مصطفى النقشبندي المعروف بـ(كمال الدين) ١٨٨٨-١٩٨٦

هو العلامة الجليل والحكيم الروحي الشيخ مصطفى بن الشيخ ابوبكر النقشبندي الهرشمي المعروف بـ(كمال الدين) ولد في قرية هرشم القائمة على الهضاب النهائية الغربية لجبل بيرمام في محافظة اربيل سنة ١٣٠٥ الهجرية المقابلة لسنة ١٨٨٨ الميلادية. نشأ الشيخ الجليل في حضن أسرة دينية عريقة سالكة الطريقة النقشبندية في التصوف محبة للعلم والادب، بدأت المعرفة الروحية في هذا البيت على يد والد المترجم له الشيخ أبوبكر الذي قصد قرية (طويلة) في هورامان التابعة لقضاء حلبجة في محافظة السليمانية واتصل بالشيخ عثمان سراج الدين الذي كان أقدم المرشدين المجازين من مولانا خالد النقشبندي الشهرزوري (١٧٧٩-١٨٢٧)م أكثر من سنة يتلقى من الحكمة الروحية والعرفان، فأجازه الشيخ إجازة الاستقلال بالارشاد، ثم عاد الى قرية هرشم يرشد المسلمين الى الانتساب الى الطريقة النقشبندية في التصوف، فأصبح عالماً دينياً وشيخاً مرشداً ولقب بـ(غياث الدين). انتقل الشيخ أبوبكر ونجله الشيخ مصطفى من قرية هرشم الى اربيل واتخذ من مسجد الشيخ عبدالرحيم الزياري بعد توسيعه جامعاً وخانقاه للارشاد، سمي بـ(جامع الشيخ ابوبكر النقشبندي).

درس الشيخ مصطفى عند والده العلوم النقلية والعقلية، فأجازه إجازةً عامة في علوم الكتاب والسنة ثم أجازة خاصة في الحكمة الروحية وأذن له بالارشاد، فقام المترجم بالارشاد في حياة والده وقام باعمال التدريس قبل سنة ١٩٠٨، وعند ذهاب والده الى الشام ومصر والحجاز لأداء فريضة الحج مرات عديدة ومكوثه في مكة المكرمة أحدى المرات اكثر من سنة، درس قسماً من علم المنطق وفنون البلاغة عند الشيخ ابراهيم الدوغرمجي وكان من علماء اربيل، وأكمل دراسته للمنطق لدى العلامة الملا علي حكمت أفندي السيامنصوري في كركوك ودرس عليه علم الكلام وشرح العقائد والرياضيات أيضاً.

وبعد وفاة والده سنة ١٣٢٩ الهجرية المقابلة لسنة ١٩١١ الميلادية استمر في الدراسة والاجتهاد حيث درس على يد العلامة الملا أبوبكر بن الحاج عمر أفندي الشهير بـ(ملا أفندي) (١٨٦٣-١٩٤٢) مادة تشريح الأفلاك للبهاء العاملي فأجازه فهو من كبار مجازيه.

كان الشيخ مصطفى عالماً متبحراً في العلوم الدينية والحكمة الروحية، أجاز كثيراً من تلاميذه ومريديه اجازة العلوم واجازة الإرشاد، ومن خلفائه الذين أذن لهم بالارشاد:

١- السيد عبدالله النوغراني.

٢- الشيخ ابراهيم الكابنجي.

٣- الشيخ محمد الاسود.

٤- عبدالله الترجاني.

٥- محمد الباقرتي.

٦- احمد العلياوي.

٧- احمد خليفة.

٨- الشيخ الحاج يوسف.

٩- الدكتور عبدالله النقشبندي (نجله).

١٠- خليل مخلص (الشاعر الكوردي المعروف).

ومن مجازيه في علوم الكتاب والسنة:

١- الشيخ عبدالله الترجاني.

٢- شيخ اسماعيل الكويي.

٣- الشيخ عبدالله السكتاني.

٤- الشيخ شريف خانقاه.

٥- الشيخ اسماعيل السوسي.

٦- الشيخ عبدالله البحركي.

٧- الدكتور عبدالله النقشبندي (نجله).

٨- الشيخ محمد علي السنكاوي.

٩- الشيخ طيب البحركي.

١٠- الشيخ محمد القيرزي.

لقد توفى هذا الشيخ الجليل والعالم الكبير في ليلة ١٥/١٤ من شباط ١٩٨٦، بعد ان عاش ٩٨ سنة قضاها بالبر والتقوى والتدريس وإرشاد العباد، فشيع جثمانه الطاهر تشييعاً مهيباً يليق بالرجال العظماء العلماء والأعلام.

كان شيخنا الجليل عالماً واديباً، له حواش وتعليقات قيمة على الكتب التي اتخذها أساساً للتدرس وحواشيه متناثرة على صفحات الكتب العلمية والفقهية وله أمال ورسائل مكتوبة فيما عرض عليه من أسئلة واستفسارات حول بعض المواضيع المتعلقة بالكتاب والسنة والطريقة وله تفسير لبعض السور والآيات القرآنية.

وكانت له مواقف قومية مشرفة، يجل الشعور الوطني والحس القومي لشباب الكورد، ففي الوقت الذي كان بعض شيوخ الطريقة ورجال الدين في اربيل في مطلع الاربعينيات وأواسطها من القرن الماضي يحرضون المسلمين في خطب أيام الجمع للوقوف ضد الاحتفال بعيد نوروز القومي وايقاد النيران في ليلته وتحريم هذه الشعائر القومية للكورد، باعتبارها من طقوس المجوس!! نرى ان شيخنا النقشبندي لم يشارك هؤلاء في موقفهم العدائي ضد هذا العيد القومي بل اعتبره جزءاً من التراث القومي للأمة الكوردية، لا يضير بالإسلام، فلا مانع من إقامة شعائره. وكذلك كان للشيخ الفاضل موقف ايجابي واقعي تجاه مشاركات طالبات مدارس البنات في الاستعراض الرياضي العام لمدارس المحافظة في مطلع الاربعينيات من القرن العشرين، ففي الوقت الذي كانت تحرم تلك المشاركة المختلطة من قبل بعض رجال الدين والشيوخ المتزمتين، نرى ان شيخنا الجليل يعتبرها نشاطاً مدرسياً لا داعي لتحريمه شريطة الالتزام بالحشمة وعدم التبرج.

وكان شيخنا النقشبندي يجيد اللغات الكوردية والعربية والفارسية والتركية وآدابها وله تجارب شعرية في قرض الشعر الصوفي بهذه اللغات.

المصادر:

١- نكتل يونس كشمولة –النجم الزاهر- ط (٢) الموصل ١٩٨٨.

٢- زبير بلال اسماعيل –علماء ومدارس في اربيل- الموصل ١٩٨٤.

 
كەريم شارەزا