الشيخ سعيد البرزنچي

استشهاد المرحومين الشيخ عبد السلام البارزاني و الشيخ سعيد البرزنچي
:
 
حادثة مقتل الشيخ سعيد البرزنچي في الموصل 1909 قال عنها : ان مقتل الشيخ سعيد البرزنچي ونجله الشيخ أحمد وعدد من ذويه في الموصل كانت من الحوادث المحزنة التي وقعت بعد اعلان الدستور العثماني 1908 في زمن الاتحاديين فبدلا من ان يحققوا المبادئ التي جاءوا بها في الحرية والمساواة والعدالة شرعوا يبطشون بالأبرياء لاسيما الموالين لعهد السلطان عبد الحميد الثاني فقد شرعوا بتصفيتهم وكان في مقدمتهم الشيخ سعيد البرزنچي ، كانت أول فصولها اصدارهم امر يقضي بوجوب ترك الشيخ سعيد وذويه السليمانية لأنهم أصبحوا خطر على الأمن فيها وان يتوجهوا إلى مدينة الموصل حتى اشعار آخر ، فامتثل الشيخ سعيد للأمر وجاء إلى الموصل هو وذويه وخدمه ونزل في الدار الواقعة في شارع القشلة (العدالة) العائد إلى محمد باشا الصابونچي المقابل للمدرسة الاعدادية الشرقية . ظل البرزنچي في الموصل ، مساء اليوم الثاني من عيد الأضحى 1909 وهو اليوم الذي وقعت به الحادثة التي مفادها : في اليوم الثاني من عيد الاضحى 1909 كان الازدحام على اشده في ساحة باب الطوب بمناسبة العيد كانت تلك الساحة مزدحمة بالمتفرجين من رجال ونساء وشباب واطفال وباعة متجولين وكانت النساء قد أخذت طرقا خاصة من الساحة ، وقد حصل نزاع بين احد افراد الجندرمة من الخيالة (الاسترسوار) وكان ثملا فتعرض لامرأة حينما كان الازدحام على اشده وتفاقم النزاع بين الجندرمة وبين الاهالي وتجمع افراد الجندرمة وتحصنوا يطلقون الرصاص من بنادقهم على الاهلين فقابلهم الاهلون بعد ان تسلحوا بالمثل واستمر اطلاق النار بين الطرفين مما ادى الى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى وقد حاول والي الموصل ارجاع النظام والهدوء الى نصابه الا ان دائرة الفتنة اتسعت وفي اليوم التالي انتشرت اشاعة مفادها ان ما وقع من الاعتداء على الاهالي من قبل الجندرمة كان بايحاء من الشيخ سعيد مما اثار الاهالي الذين تسلحوا وتوجهوا نحو الدار التي يسكنها الشيخ سعيد وقد حاول الشيخ سعيد الدخول الى سرايا الحكومة الا ان الابواب اغلقت في وجهه عمدا فهجم عليه احد الاشخاص وقتله في حين اتجه آخرون الى داره فاقتحموا ابوابها وقتلوا الشيخ احمد احد انجاله وعددا من ذويه ونهبوا الدور والمخازن وقد ساد المدينة جو من عدم الامن هذا فضلا عن صدى هذه الحادثة في كوردستان ذاتها . ثم كتب عبد المنعم الغلامي عن الحادثة في كتابه (الضحايا الثلاث) ومن خلال قراءتي للروايتين اجد ان نقطة الخلاف بينهما تكمن فيمن تحرش بالمرأة ، وفي الحقيقة فان أصابع الاتهام في هذا الحادث تتجه نحو الاتحاديين الذين دبروا وقوع هذه الحادثة عندما عمدوا إلى نشر اخبار التجاوزات والمصادمـات .

ملحق الصوفي الثاني المخطوط : حادثة مقتل الشيخ عبد السلام البارزاني ، أراد من خلالها ان يعزز وجهة نظره الى الاتحاديين الذين ابتعدوا عن مبادئهم ، لأن السبب الرئيس في اعدام الشيخ عبد السلام الثاني في الموصل 1914 كان بسبب دعوته ضرورة اجراء الأصلاحات في المناطق الكوردية ، كانت الدعوة بمشاركة الشيخ بهاء الدين النقشبندي من العمادية والشيخ نور محمد القادري وبعد المناقشات والمداولات التي دارت بينهم ، قرروا ارسال برقية الى مجلس النواب والأعيان في العاصمة العثمانية يطالبون فيها بجعل اللغة الرسمية في الأقضية الكوردية الخمسة اللغة الكوردية ، وجعل لغة التعليم الابتدائي ولغة الموظفين في هذه المناطق ممن يحسنون اللغة الكوردية ومطاليب أخرى باصلاح الطرق وفتح المدارس . الا ان الحكومة الاتحادية عدت هذه المطاليب تمردا على الدولة وقامت بتهيئة قوة لضرب الشيخ عبد السلام البارزاني وزحفت على بارزان وخربت تكية البارزانيين ، وحرقت قراهم . بصعود حزب الحرية والائتلاف عمد والي بغداد ناظم باشا إلى اصدارعفوعن الشيخ عبد السلام البارزاني وتعويضه عن الخسائر التي لحقت به واراد الوالي من ذلك ان يجعله قوة يرتكز عليها الحزب في مجابهة جمعية الاتحاد والترقي . الا ان الأمر لم يدم طويلا فسرعان ما عاد الاتحاديون الى تولي السلطة مرة أخرى ليعود الخلاف من جديد بينهم وبين الشيخ عبد السلام البارزاني ، حيث دفعوا احد عملائهم وهو درويش عبد الله رئيس أحد أفخاذ عشيرة الشكاك لاستدراجه واستضافته في قريته وما ان لبى الشيخ عبد السلام ورفاقه الدعوة حتى تم القاء القبض عليهم وزجهم في السجن في الثكنة العسكرية ، ثم أحالوا عبد السلام وأعوانه إلى المحكمة العرفية العسكرية التي عقدت جلساتها ، وجهت اليه تهمة العصيان المسلح والسعي الى الانفصال وتشكيل دولة كوردية ، جرت المحاكمة بصورة شكلية ، فحكم على الشيخ وثلاثة من جماعته بالاعدام شنقا ، ولأن الدستور العثماني ينص على أن حكم الاعدام الصادر من المحاكم المدنية أو المجالس العرفية لاينفذ الا بمقتضى ارادة سنية ، وحتى لا تظهر اسباب تحول دون ذلك ، قام الوالي سليمان نظيف ، بالتعجيل باعدام الشيخ عبد السلام البارزاني ، ودبر خطة اوهم من خلالها الناس أن هناك محاولة مسلحة لتخليص الشيخ عبد السلام من السجن ، وهذه حجة احتج بها حين أبرق إلى الباب العالي يخبرهم فيها باعدام الشيخ عبد السلام و3 من أعوانه 20 تشرين الثاني 1914 ، صدرت أوامر الوالي سليمان نظيف بدفن الشيخ عبد السلام وأعوانه 3 في مقبرة الغرباء قرب جامع عمر الملا في حفرة واحدة واخفوا معالمها خشية ان تصبح مستقبلا مزارا يزوره الكورد .