لمحة تأريخية عن محلة خانقاه في أربيل

تعتبر محلة خانقاه من أقدم ألأحياء الشعبيةالتركمانية القديمة في ربض المدينة وأستانادا الى معلومات المؤرخين عن أربيل فأن هذه المحلة كانت قائمة في العهد ألأتابكى في زمن السلطان مظفرالدين كوكبورو (1)حاكم أتابكية أربيل سنة ويذكر أن تسمية هذه المحلة جاءت من أحدى الخانقاهات التي بناها  السلطان مظفرالدين حيث كان السلطان يحب الصدقة وبناء المدارس والبيمارستانات ودور ألأيتام والعجزة . كما كان السلطان المعظم يقوم بأحتفلات المولد النبوي الشريف كل سنة وكانت تنصب القباب في أسفل القلعة الى ساحة الخانقاه. لذا يرجح ان المحلة كانت موجودة أبان تلك العهد. ثم تعرضت مدينة اربيل للهجمات المحتلين ودمرت ألأحياء الموجودة في ربض المدينة كمحلة خانقاه ومحلة درب المنارة التي كانت قريبة من المنارة المظفرية في ذلك العهد

 محلة خانقاه في بداية القرن العشرين :

 استنادا الى المقابلات التي أجريناها مع العديد من المعمرين التركمان  حول محلة خانقاه يمكن وصف المحلة في بداية  القرن الماضي على التحو التالي : في الجهة الغربية كانت تحد المحلة كل من جوت حمام ومسجد خانقاه الخالدية ومسجد الحاج  مولود الخيري وكانت تنتهي في الجهة الغربية بقصر الوجيه الأربيلي عطاول اغا وسيطاقان (ثلاثة جسور قديمة وكما كانت تحدها من الشمال جامع الشيخ ابوبكر النقشبندي وحمام علي آغا وضريح بينجا علي و كانت تحدها من الجنوب مرقد ومسجد الشيخ عبد الله قطب المدار و المقبرة الكبيرة . وكانت ألأراضي المحيطة بالمحلة في القرن الماضي أما مزارع أوقفار . قديما كان هناك مستنقع تتجمع فيه مياه الراكدة في أوائل موسم الشتاء الى نهاية موسم الربيع .وكان يقع بين مسجد الشيخ عبد الله وتكية الشيخ عبد الكريم داراخورما كانت بالقرن من المستنقع المذكور ميدان الجمبازية و تعامل في هذا الميدان تشترى وتباع ألغنام والمعاز و الحمير والبغال .وبلالقرب من فس المنطقة كانت تنصب المراجح في أعياد الرمضان ووالنحر وكانت الأطفال يلبسون الملابس الملونةكما كانت هناك بستان لزراعة الخضروات بالقرب من تكية الشيخ عبدالكريم وكانت البستان تروى من مياه الناعور القريب  من مقبرة الشيخ أومر . وكانت المحلة تتعرض في مواسم الشتاء لأخطار الفيضانات وكان الجدول المياه الآسنة الذى يمر بالقرب من المحلة عند هطول ألأمطار يزداد منسوب المياه في ذلك الجدول فيتعرض المحلة للفيضان.

 شيئا عن أحصاء المحلة :

 أستنادا الى أحصاء عام ١٩٨٤ كانت نفوس المحلة ١٢٦١٣وكانت عدد الدو ر١٢٠٨ دارا وكانت معضم الدور السكنية على الطراز الشرقي ولقد عاش في هذه المحلة العديد من العلماء ألفاضل و الوجهاء المدينة منهم شيَخ هيدايت الله  ألأربيللي والشيَخ أبوبةكرى النقشبندى، عطاول آغ، سعيد ئاغا و الشيخ مصطفى النقشبةندى و الشيخ أسعد النقشبندي و الشيخ محمدالقاضي  والشيخ رؤوف و خدرى أحمد باشاالدزيي  ،شيخ مظفر ،الحاج طه،أمين بربرو السيد حسن كبابجى و حمزة عثمان ، مام رشيدو سيدة كبابجى .وغيرهم من ألأربليين.

 المساجد والتكايا الموجودة في محلة خانقاه :

 ١)  جامع خانفاه الخالدية: يعتبر هذا الجامع من الجوامع القديمة في أربيل ويرجح أن بناءه ألأول كان في زمن العهد ألتابكي ولكن جدد بناءه  مولانا خالد النقشبندي سنة ١٢٢٠ لخليفته  ملا هدايت الله ألأربلي ويعتبر هذه الزاوية أقدم زويا النقشبندية في أربيل . ولقد قام المتولي الحالي للجامع الشيسخ محمدصائب النقشبندي بأعادة بناء الجامع وفق مخطط عصري كما أ       ضاف  مأذنة من الآجر في الجهة الغربية من حرم الجامع . ويبلغ أرتفاعها 37 مترا . كما شهد الجامع خلال السنوات الماضية ترميمات وأضافات واسعة من قبل وزارة ألأوقاف في حكومة أقليم كوردستان العراق. وفي السنة الماضية تم بناء ثارك عصري قبالة الجامع مما أعطى جمالية لهذا ألأثر القديم .

٢)   مسجد ومرقد الشيخ عبد الله قطب المدار : في أول بناءها كانت زاوية للطريقة القادرية بناها الشيخ الكامل الشيخ عبد الله قطب المجدار وكانت تقام في تلك الزاوية أذكار الطريقة القادرية حتى توفي الشيخ سنة ١٢٥٢هـ ودفن تحت قبة منفردة. وفي منتصف القرن الماضي  تم بناء قبة الضريح من جديد كما تم هدم المسجد القديم وبناء مسجد جديد مكانه ثم توالت الترميمات والتعميرات على الجامع خلال السنوات الماضية .

٣ مسجدتكية الشيخ أبوبكر النقشبندي :   أنشأت هذا المسجدسنة ١٢٢٩ من قبل السيدة الفاضلة فاطمة خان العزيري  عمة الوجيه ألربلي عبد الرزاق آغا العزيري .وفي سنة 1382هت قام الشيخ مصطفى النقشبندي بأعادة بناء السجد الجامع وفق مخطط عصري .

٤)  تكية الشيخ عبدالكريم دارخورماالقادري :  بنيت هذه التكية سنة ١٩٣٠من قبل الشيخ الكامل  عبد الكريم دارخورما بعد وفاة الشيخ تم تجديد التكية سنة 1965ولاتزال التكية قائمة في محلة خانقاه وتقام فيها أذكار الطريقة القادرية ليلتي ألثنين والجمعة من كل أسبوع .

٥)   مسجد الحاج مولود الخيري في اربيل :  بني هذا الجامع الحاج مولود ألربلي للشيخ  أسعد النقشبندي بداية القرن لماضي والمسجد له مأذنة قصيرة في الجهة الغربية من المصلى .

٦)   تكية خليفة أسماعيل : انشات هذه التكية من قبل الحاج أسماعيل النجار  لخليفة سمايل( وكان خليفة سمايل من خلفاء الشيخ حسن قرجيوار ) بعد وفاة خليفة سمايل أشترى أرض التكية الحاج سليمان القاورمجي وهوبدورة هدم التكية وبنى مسسجدا صغيرا مكانه وقديما زقاق هذا المسجد كان يسمى بزقاق البلوعه  والمسجد قائم الى يومنا هذا وكان آخر امام المسجد كان  المرحوم القاريء ملا هاشم الحافظ

٧)  مسجد ملا محمود انشاه المحسن ملا محمود سنة ١٩٦٨في الجهة الشمالية من محلة خانقاهوالمسجد تم هدمه في السنوات لماضية وبني وفق مخطط عصري وحاليا امام وخطيب الجامع  سيد صفاء بن سيد غانم آل سيد خنجر النعيمي وشهد المسجد في زمن سيد صفا.

٨ مسجد سيدعزيز النقشبندى : بناه السيد عزيز سنة  ١٩٨٩وكان أمام وخطيب الجامع سيد عزيز نفسه حتى وافاه ألأجل أستلم ألأمامة والخطبة في الجامع أبنه السيد مؤيد النقشبندي.

  كما ويوجد في هذه المحلة ضريح بينجا علي قبالة مسجد الشيخ أبوبكر القشبندي ومقبرة ملا أومر فيها ضريح الشيخ أومر . كما وتوجد بالقرب من جامغ الشيخ أبوبكر أقدم مدرسة أبتدائية للبنات في أربيل وهي مدرسة آوات ألأبتدائية للبنات كما كانت في هذه المحلة أقدم ثلاث حمامات قديمة في أربيل جوت حمام ( حمام كبير وبجانبه حمام صغير قبالة جامع خانقاه وأندثرت هذان الحمامان في الستينيات من القرن الماضي وحمام علي آغا لاتزال بناية هذا الحمام قائم قبالة الباب الشرقي للقلعة . كم كانت في هذه المحلة العديد من الخانات القديمة وهي خان حسن بيرام،  خان فةتاح و (قؤجا خانى) .والعديد من الكراجات القديمة و غندق سندباد  والعديد من القهاوي  القديمة منها قهوة.

 ١مدينة أربيل دراسة في جغرافية الحضر / هاشم خضر الجنابي .

٢ألأثار الدينية في أربيل / شيرزاد شيخ محمد  ٢٠٠٢.

 شيرزاد شيخ محمد