المؤرخ زبير بلال إسماعيل

زبير بلال إسماعيل بن الياس ( ١٩٣٨ -  ١٩٩٨) المؤرخ الكردي المعاصر والباحث الاّثاري والحضاري. وهو أحد أبرز المؤرخين الكرد في القرن العشرين ، و تكمن أهمية مؤلفاته ، في طرق موضوعات كان يكتنفها الغموض أو لم تكن تتوفر عنها، سوى معلومات شحيحة و عابرة، متناشرة هنا و هناك في بطون المخطوطات و الكتب، التي تعود لمؤلفين قدامى كتبوا عن الكرد العجب العجاب، فأتى و أخذ في أستجلاء تأريخ أمته و وطنه في حياد علمى قل نظيره ، و منهج معاصر في التتبع و التحليل و الأستنتاج التأريخى.

 ولد في قلعة أربيل سنة ١٩٣٨، تربى في أسرة دينية معروفة في كردستان محبة للعلم والأدب تدعى أسرة (القهوة جي) سكنت مدينة أربيل التاريخية منذ القدم ولم تنزح اليها من منطقة اّخرى من كردستان، الا أنها كانت تمتلك بعض البساتين في منطقة خوشناو، لذا كانت علاقات أفرادها وثيقة مع أهالي تلك المنطقة ولهم صلات القرابة مع الكثير منهم.

 كان والده رجل دين درس العلوم النقلية والعقلية في مدارس أربيل الدينية ولا سيما في مدرسة جامع القلعة الكبير على يد علماء كورد أعلام، والتحق بالمدرسة الرشدية الرسمية وأصبح من اوائل خريجيها في أربيل وكان يملك مكتبة عامرة بأمهات الكتب الدينية واللغوية والفقهية والتاريخية التي أصبحت فيما بعد مصدا مهما للمعلومات نجله المرحوم زبير التاريخية والثقافية، وكان جده لأمه الملا مصطفى حسين الخفاف عاما دينيا شهيرا له ركن خاص في جامع خانقاه في أربيل للتدريس والإفتاء، وقد تخرج على يده جمع غفير من رجال الدين العلماء الذين أنتشروا فيما بعد في جميع انحاء كوردستان الجنوبية .دخل المرحوم زبير المدرسة الابتدائية سنة ١٩٤٥ وتخرج منها بتفوق على اقرانه التلامذة سنة ١٩٥١، فدخل متوسطة أربيل في خريف تلك السنة واكمل دراسته المتوسطة سنة 1954 ثم أكمل دراسته الاعدادية في ثانوية أربيل سنة ١٩٥٦ وكان من الطلبة الاذكياء الاوائل في كافة مراحل دراسته بمواظبته على الدوام وجديته في التحصيل العلمي والسعي المتواصل في دراسته.

والتحق بكلية الاّداب في جامعة بغداد - قسم الاّثار والحضارة في خريف ١٩٦٦ وتخرج منها بعد اربع سنوات بدرجة أمتياز ونال شهادة البكالوريوس في الاّثار والحضارات القديمة ، وكان الأول على دورته بجميع شعبها ، وكان بذلك أول طالب كوردي يتخصص في الاّثار والتاريخ القديم .

عين الراحل زبير بلال إسماعيل مدرسا لمادة التاريخ في المدارس الثانوية بمحافظة اربيل سنة ١٩٦٠ ثم نقلت خدماته إلى معهد المعلمين في أربيل ، وبعد أن خدم مهنة التدريس مدة ٢٥ سنة أحيل على التقاعد سنة ١٩٨٥ بناء على طلبه ليتفرغ كليا لكتابة بحوثه ودراساته وأكمال تأليفاته القديمة عن تأريخ الكورد وكوردستان ولا سيما التاريخ القديم وتراث أربيل التاريخي والتنقيبات الاّثرية فيها.

وهكذا قضى معظم حياته في البحث وتقصي الحقائق التاريخية لأمته الكوردية ووطنه كوردستان بدراساته القيمة حتى وفاته يوم ١٥/١٢/١٩٩٨ في مدبنة أربيل نتيجة أصابته بمرض عضال وشيع جثمانه إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه.