الإبادة الجماعية...إختفاء ثمانية آلاف بارزاني

حينما يبيح حاكم لنفسه إستخدام الVX لإبادة شعب...

حينما يقرّر إفناء 500000 عراقي ويمحيهم عن الوجود...

فأي سلطة شرعية كان يمثّلها...

أي قانون عراقي أو دولي سمح لحاكم بإطلاق حملة التعريب والأنفال ليحصد أرواح 182000 إمرأة وطفل وشيخ ؟

هل كان صدّام يدافع عن حقوق أُمّته حينما جعل من نفسه سلاحاً للدمار الشامل ضد الكورد والشيعة إستثنائياً خلال خمسة وثلاثين عاماً ؟

هل كان يدافع عن حقوق أُمّته حينما بذر في كل زاوية من العراق مقابره الجماعية ؟

ارفع عيناك يا خانع، يا ذليل واعتذر للكورد...للشيعة ، في قاعة المحكمة !

كن رجلاً لمرّة واحدة في حياتك واعترف لما إقترفته يداك الملطّخة بدماء الأبرياء...!

ولكن كما عهدناك دائماً وأبداً:

سوف تتنصّل...تحمّل الآخرين...تتصنّع البراءة وتسأل رفيقك في الجريمة: " هل حدث كل هذا؟"

لأنّك لم تكن أثناء ذلك حاكماً وإنّما سائحاً في جزيرة الواق الواق تؤلّف الروايات وتكتب الشعر !

لە پاش تێك چونی شۆرشی کورد لە ساڵی ١٩٧٤، لە ساڵى ١٩٧٥حوکمەتی عێراق هەستا بە راگویزراو کردنی هۆزی بارزانى لە گۆندی بارزان وە گۆندەکانی دەوروبەری بۆ ئۆردووگا زوورەملیەكاندا لە بیابانەكانى باشورى عێراق لە پارێزگای دیوانیە قەزاى عەفەك، هەر لەم ساڵەدا سەرۆکی هۆزی بارزان شێخ عوسمان بارزانی لەگەڵ خێزانی وە چەند کوڕێکی مەلا مستەفای بارزانی نەمرین لە شاری بەغدا نیشتەجێ کرد و دەست بە سەر کران، لە ساڵی ١٩٧٧
 حوکەمەتی بەعسی هەستا بە راگویزراو کردنی گۆندەکانی تری ناوچەی بارزان، شێروان وە مزوری بالا بۆ کۆملکای (دیانا، هەریر، قۆشتەبە، بەحرکە، گۆرەتۆ)،  لە سەرەتای ساڵی ١٩٨٠ حوکەمەتی بەعسی هەستا دووبارە بە راگویزراو کردنی  بارزانیان لە بیابانەكانى باشورى عێراق بۆ  ئۆردووگا زوورەملیەكاندا کۆملکای قادسیە لە گۆندی قۆشتبە لە دەشتی هەولێر  لە باشوری کوردستان وە شێخ عوسمانیان لە هەولێر نیشتەجێ کرد. پاش هێرشی رێژمی ئیران بۆ ناوچەی حاجی ئومەرانی باشوری کوردستان لە ٢٠ مانگی تەمموز ساڵی ١٩٨٣ وە هەر لەم مانگەدا شێخ عوسمان بانگەوازی بەغدا کرا لەگەڵ دوو کوڕی دەست بەسەر کران وە لە پێش ئەوش سالێك کوڕەکانی مەلا مستەفا بارزانی لە بەغدا دەست بە سەر کرابوون. ە ٣١ مانگی تەمموز ساڵی ١٩٨٣ رێژمی بەعس کۆملکای بارزنیەکان لە (دیانا، هەریر، قۆشتەبە، بەحرکە، گۆرەتۆ) چواردەورگیراو کران لە پارێزگای هەولێر پیاو مێر منداڵیان گرتن وە راگوێزران بۆ بەندینخانەی نوگرە سەلمان وە لە سەرەتای مانگی ئاب ساڵی ١٩٨٣دا هەمویان ٢٢٢٥ نەفەر لە بیابانی پاریزگای سەماوە لە سەر مەرزی نێوان عێراق و سعودیا
جینۆسایدکران.


2- الإبادة الجماعية...إختفاء ثمانية آلاف بارزاني

كريس كوتشيرا(
CHRIS KUTSCHERA)

2005 (دار النشر
OH) من الكتاب الأسود لصدّام حسين
........................

في 20 تموز 1983 أطلقت إيران المرحلة الأُولى من (معركة الفجر الثانية) في كوردستان العراق والتي إعتمدت على سلسلة من الهجمات الحربية غايتها التمويه وتثبيت قطعات عسكرية كان الأركان العراقي بأمسّ الحاجة إليها في الجنوب وإستهدفت كذلك في ذات الوقت مدينة كركوك، المركز النفطي الكبير للعراق.

اعطت سلطات بغداد طابعاً خاصّاً لهذه المعارك بإدّعائها مشاركة بيشمركة مسعود وادريس البارزاني جنب الإيرانيين الذين نجحوا في إحتلال حاج عمران، القرية الحدودية الصغيرة التي اختارها الجنرال مصطفى البارزاني مقرّاً لإدارة عملياته الحربية عام 1974-1975 ، وفي السيطرة على عدّة كيلومترات من طريق هاملتون الشهير الذي يربط حاج عمران براوندوز.

هل شاركت قوّات البيشمركة في تلك العمليات كما إتّهمت بغداد القيادة الكوردية بذلك ؟

ينفي قادة الحزب الديموقراطي الكوردستاني هذا الإدّعاء ويمكن تصديقهم لأنّ الأساليب الحربية للبيشمركة تختلف كلّياً عن منهج واسلوب الإيرانيين في حركة العمليات العسكرية...ربّما قام البعض من الكورد بدور الدليل لإقتناع قادة الحزب الديموقراطي الكوردستاني في ذلك الوقت بأنّ الوسيلة الوحيدة لإزاحة صدّام حسين من السلطة، الذي كان في طريقه إلى إبادة الشعب الكوردي، هي الإنتصار الإيراني عليه.

دفع البارزانيون ثمناً باهضاً لهذا التحالف ففي 31 تموز 1983 قامت السلطات العراقية بتجميع 8000 بارزاني واخفتهم إلى الأبد ضحيّة لإنتقام لم يحدث له مثيل سابقاً في تاريخ العراق. في حينها، شكّك عن حقيقة هذه العملية التي أصابت أعضاء عشيرة ادريس ومسعود بارزاني مباشرة أقرب الصحافيين وأكثرهم تعاطفاً مع القضية الكوردية وكانوا يتساءلون: أ لا يبالغ هولاء لإثارة الصحافة والمنظمات الإنسانية ؟

بعد عامين من هذه الأحداث أي في 1985 إلتقيت بساجي البارزاني، وهو واحد من القلائل الذين لم تفلح سلطات بغداد في وضع يده عليه وساجي هو ابن الشيخ عبدالباري حفيد الشيخ عبدالسلام الثاني، الأخ الأكبر للجنرال مصطفى البارزاني، الذي أعدمه الأتراك في 1914.

شهد لي ساجي ابن السابعة عشر ومن بيشمركة الدكتور سعيد بارزاني على أرض كوردية محرّرة في شرق كوردستان قائلاً:

" بعد إنهيار الثورة الكوردية عام 1975 كنّا ضمن 1000 عائلة بارزانية تم تسفيرها إلى وسط العراق في الديوانية وفي عام 1980 سمحوا لنا بالعودة إلى كوردستان والسكن في تجمّع (قوشته به) التي تبعد 20 كيلومتراً عن أربيل. لم تكن منازلنا مجهّزة بمياه جارية فنبحث عنها في الآبار والأطفال يقطعون مسافة ساعة للوصول إلى المدرسة أمّا الرجال فكان عليهم البحث عن العمل في مدينة أربيل أو في مشاريع الطرق وأكثر من 1000 منّا يعمل في مشروع طريق (كوير).

"في وقت مبكّر من صباح أحد الأيّام، لاحظنا عودة الرجال الذاهبين للعمل إلى البيت وهم يردّدون بأنّ التجمّع مُحاصر من جميع جهاته من قبل جنود مسلّحين. وفي السابعة صباحاً دخلوا البيوت وبدأوا التحرّي وتجميع الرجال إعتباراً من عمر 10 سنوات وإلى الشيخ البالغ 70 عاماً ولم يستثنوا في ذلك المعوّقين ولا المشلولين وحتّى المجانين... إدّعوا: "نأخذهم للعمل في أربيل".

فتّشوا بيتي ثماني مرّات ولم ينجحوا في إلقاء القبض عليّ حيث إختفيت في المرافق الصحيّة على الطرف المقابل من باحة المنزل. في الساعة العاشرة والنصف وضعوا من جمعوهم في حافلات وقادوهم إلى جهة مجهولة لم يعودوا منها أبداً. وعند مغادرتهم قطعوا التيّار الكهربائي عن التجمّع وتعطّلت نتيجة لذلك مضخّات سحب المياه عن العمل فإضطرّت النساء على قطع مسافة ساعة للبحث عن الماء في القرية المجاورة."

أصابت الحملة أيضاً البارزانيين المتواجدين في (
ديانا وحريروبه حركه) وكذلك الساكنين في بغداد ومنهم والد ساجي، الشيخ عبدالباري. شهادة سيوان ابن صابر أحد أبناء الجنرال مصطفى البارزاني الذي شملته الحملة، كان سيوان في الحادية عشرة من عمره يومها:

"كنّا لاجئين في (قراج) منذ عام 1975.

بعد ثورة إيران 1979 قرّر والدي صابر العودة إلى العراق والإستقرار في بغداد. في أيلول من عام 1980 أي بعد مرور سنة من عودتنا ألقت السلطات العراقية القبض على أعمامي عبيدالله ولقمان إبنَي

الجنرال مصطفى البارزاني وإختفيا فخطّط والدي الخروج من العراق ولكن مسؤولياته تجاه عائلة الأعمام أجبرته على البقاء. " بعد مرور أيّام من إحتلال إيران لمدينة (حاج عمران، 20 تموز 1983) إستدعى فاضل البرّاك والدي مع أبناء عمّه الشيخ أحمد البارزاني إلى مديرية الأمن وخاطبهم قائلاً: " نبعث لكم سيّارات تقودكم لمقابلة الرئيس".

أدرك والدي المغزى ولم يكن قادراً على الإنفلات منهم لأن منزلنا كان مراقباً ويتبعون سيّارته حال خروجه من البيت. "وفي الصباح التالي بحدود السابعة والنصف وصلت سيّارة ووقفت أمام البيت تبحث عن والدي. كان البيت مُحاصراً ولم يستطع النجاة بنفسه وفي الساعة العاشرة ألقت رجال الأمن القبض على حماية والدي وعلى بستاني البيت كما إقتادوا كلّ من يتجاوز عمره 12-14 سنة من البارزانيين في المحلّة وكان من ضمنهم رجلاً اسمه ابراهيم الذي رافق البارزاني إلى الإتحاد السوفياتي وكذلك صلاح وآزاد ونوزاد وبداد أبناء عمّي لقمان ويستندون غالباً على المظهر الخارجي لتقدير العمر."

"بعد ذلك وصلتنا معلومات عن قوشته به: "جمعوا واقتادوا كل الذكور، حتّى أطفال المدارس" وبعد أيّام وصلت الحملة إلى (حرير وبه حه ركه)، أي في غضون ثمانية أيّام إختفت اللهجة البارزانية عن الوجود.

طال الإنتظار ولم يعد يتجرّأ أحدهم زيارتنا.

"بعد هذه الأحداث بأربعة أشهر جاءنا رجال الأمن إلى البيت وأخبروا والدتي: "لا تقلقي، إحتجزوه فقط ولا تخبري الآخرين، سيعود قريباً إلى البيت"

مرّ عام حينما دخل البيت شخص كوردي يحمل معلومات دقيقة ويدّعي رؤيته لوالدي في السجن؛ طلب منّا مبلغ 5000 دولار لمساعدتنا فرفضنا إقتراحه.

في الواقع، أعدموا والدي بعد عشرة أيّام من توقيفه وأبادوا البارزانيين كلّهم وأفنوهم جماعياً في صحراء السماوة قرب الحدود السعودية.

" طالب الروس من السلطات العراقية معلوماتاً عن مواطنيهم- عن نساء تزوّجن البارزانيين- أثناء إقامة الجنرال مصطفى البارزاني في الإتحاد السوفياتي (1947-1958) فأجابتهم السلطات: "إختفوا في الجبهة العراقية الإيرانية!".

وثائق ومراسلات

(1)

السيد مسؤول الشؤون السياسية

تحيّاتي واحترامي

طيّاً معلوماتي عن تسفير البارزانيين في عام 1983

" تنفيذاً لتعليمات المدير السابق لمديرية الأمن العامة ( السيد الدكتور فاضل البرّاك) خرجت قوّة مؤلّفة من ضباط ومستخدمي دائرة أمن أربيل وأمن منطقة الحكم الذاتي مع قوّات الطواريء للمحافظات بقيادة الموقّرين العقيد عبدالمحسن والعقيد خيري صالح داود ( مدير أمن منطقة الحكم الذاتي ومدير أمن أربيل).

تم وضع خطّة تقوم بموجبها قوّة بمراقبة المواقع القريبة من التجمّعات سرّاً والتنسيق مع قوّات للحرس الجمهوري في محاصرتها.

بدأوا بتجميع البارزانين "وتنفيذ الخطّة" على مرحلتين:

الأُولى "شملت" تجمّعات (القدس والقادسية وقوشته به) القريبة من محافظة أربيل حيث حوصِرت مساء
تحقيق الواجب وتوّجّهت إليها قوّة من أمن أربيل عند الفجر.

والثانية "شملت" تجمّعات ( حرير في قضاء شقلاوة وديانا في قضاء راوندوز وتجمّع ميركه سور في قضاء الزيبار) حيث طوّقتها قوّات من الحرس الجمهوري وبقيت قوّات الأمن تراقب سرّاً منذ الصباح الباكر المواقع القريبة منها.

تم توقيف البارزانيين من منازلهم أو من المواقع القريبة منها وبعد ذلك تم تسفير الخونة بحافلات قادمة من بغداد لهذا الغرض بأُمرة ضبّاط من قصر الرئاسة وإقتادوهم إلى بغداد.

للإطّلاع رجاءاً

المقدّم ياسين أسد
Z.D.R

29-03-1989

.............................

(2)
بسم الله الرحمن الرحيم

" طلب"

التاريخ/...19

سيادة معاون مدير الأمن العامة المحترم

الموضوع / البارزانيين

نتلقّى بين آونة وأُخرى كتب صادرة من جهات عليا، سكرتارية رئآسة الجمهورية بشكل خاص يتوسّل فيها المواطنون ويستعلِمون عن مصير الأزواج والأطفال ومنهم بشكل متكرّر "البارزانيون" الذين أُدينوا وذهبوا إلى الجحيم لخيانتهم أرض الوطن.

وصلنا طلب مُرفق بكتاب سكرتارية الرئآسة دون الإشارة بأنّه يتعلّق بالبارزانيين وقد بعثنا بالرسالة المرقمة 13654 والمؤرخة في 24-03-1990 نؤكّد فيها لسكرتارية الرئآسة أنّ هؤلاء بارزانيون تم في 1983تنفيذ العقوبات القصوى بحقّهم لخيانتهم الوطن وأبلغتنا سكرتارية الرئآسة في حينها برسالتها المرقمة 2390 والمؤرخة في 13 آذار 1990 المُرفق نسخة منها طيّاً بإعلام عوائلهم بأنّهم فُقدوا أثناء الحرب مع العدو الإيراني.


للإطّلاع رجاءاً مع التقدير

مدير الشعبة الثالثة

15-07-1990

إطّلعت

السيد " معاون المدير"

15-07-1990
.............................

(3)

بسم الله الرحمن الرحيم

التاريخ / 29-03-1989

السيّد مسؤول الشؤون السياسية المحترم

سلامي وتحيّاتي

1- في نهاية عام 1983 تلقّيت مع عدد من الضبّاط أمراً من أمن بغداد ومديرية الأمن العامة بإستلام بعضاً من الخونة البارزانيين المُقتادين من مديرية أمن منطقة الحكم الذاتي والأمن العامة - الشعبة الثالثة - وعدداً من سجناء مركز أبي غريب.

2- إستلمنا عدداً كلّياً يتألّف من 2225 خائناً تحملهم حافلات تم توجيهها إلى البيّاع لحراستهم هنالك.

3- شكّل السيّد مدير أمن بغداد فريقاً برئآسته وأصدر أمراً بتنفيذ حكم الشعب " الشنق" ضد الخونة المذكورين أعلاه.

4- تم تنفيذ حكم الشعب ضد 2225 خائناً في بداية آب من عام 1983 في محافظة المثنّى، منطقة البيّاع بالتنسيق مع مدير أمن المحافظة المعنية.

5- أعطى المدير السابق للأمن العامة، الدكتور فاضل البرّاك، توجيهاً بإعداد دعاوي خاصّة ضدّ البارزين منهم فتم فعلاً إعداد (16) قضية تشمل 667 شخصاً وإرسالها إلى رئآسة محكمة الثورة التي بتّت بإصدار العقوبة القصوى بحقّهم. لم يتم تحرير شهادات الوفاة.

6- لم ترفع أي دعوى بحق 1558 منهم.

7- تم تشكيل لجنة من عدد من الضبّاط لإستلام الأموال التي كانت بحوزة المّتّهمين أعلاه. أُرسلت الأموال إلى مديرية الأمن العامة – الشعبة الثالثة – مع مُستندات التسليم وفقاً لكتاب مديرية أمن بغداد المرقّم 47832 والمؤرّخ في 14-09-1983.

8- أصدر المدير السابق لأمن بغداد تعليماته بعدم الرد على طلب المعلومات تنفيذاً للأوامر الصادرة من الجهات العليا.

وفقاً للتوجيهات، مديرية الأمن العامّة هي الجهة الوحيدة المخوّلة بهذا الشأن.

للإطّلاع مع التحيّات

المقدّم........

( يتبع )

( الإبادة الجماعية...3- البحث عن المفقودين في المقابر الجماعية )

ترجمة: خسرو بوتاني 20-12-2005
ستراسبورغ