المصدرصوت
كردستان
الدكتور جاسم ألياس:أمام قبر دُعاء
أمام قبر دُعاء........
الدكتور جاسم ألياس
في ذلك الصباح الأرجوانيّ من نيسان كنت كعادتي أتأمل جنبات الجبل ، مستطلعا أسرار
الأبدية ، ناظرا
إلى الشمس بعينين حالمتين ، وبينا أنا مستغرق في حالتي الهيولية تلك ، وإذا بقدمي
تتوقفان قبالة قبر تعلوه زهرتان وطائر بجع ، لحظتها غمرني حزن عميق ، قلت: إذن هذه
هي نهاية الرحلة... محض حفنات من تراب ، آه الحياة باطلة الأباطيل وقبض من الريح ،
نظرْتُ إلى القبر ، كان يحوم بين غمامة أرجوانية ، خالجتني دهشة وبعض خوف ، خطوتُ
إلى الوراء ، تهادى صوت أثيري :" هوِّن من خطاك يا أبن آدم ، لا تخشى ، فقط بي لهفة
إلى من يصغي إلى أنين روحي التي تتلوى منذ يومين بين أكناف هذه الهوّة السحيقة.. "
، إنكفئتُ على بعضي وأنا أتمتم : " من تكونين .. من الأرض أم من عالم ما وراء
الخيالات ، وما حاجتك إليّ ، إني شاعر أجول في هذه الخلوات من سنين ، ما لي ولك ،
وقد هربتُ من الإنسان ...؟! " هدر الصوت:" سعيد أنت أيها الشاعر الجوّال، وها هي
الدنيا تعلو بك كل يوم إلى القمم الشمّاء، لو جئت قريتنا قبل يومين، فيبصرون الحكمة
تمشي، ويلمسون المعاني الكبيرة.... " ، ، أكتظ دمي بالغليان ، وطفقت أصابعي ترتجف ،
تصاعد عامود نور من قاع القبر تميد على جانبيه عناقيد من الآس ، لم أتمالك نفسي ،
تناوبني فيض إلى فيض ، خطوت إلى الوراء مرة ثانية ، أرتفع الصوت :" حتى أنت غاضب
...لا ..لستُ كما قالوا ، لستُ .." ، عدت خطاي ، صحتُ ً:" ماذا تقولين ...عن ماذا
تتحدثين ..كيف أغضب وفيك الانشداه إلى لغة الشيوخ ..؟ من أنت ..؟ قولي، إني أرى في
نبرات صوتك آهات متراكمة فانثريها أمامي..إن الشجرة المثقلة بثمارها تنحني ,,؟ "،
أستمر عامود النور في الصعود مثل حلم طويل في ليلة صيف، و أخذ المغيب ينسج ثوبه من
أذيال الشمس، تابع الصوت: " من أكون غير تلك التي قتلوها بين زحمة الضوء، بين الريح
والشمس، قتلوها قبل يومين، ماذا جنيتُ..؟ " رنّ صمت عميق، كان الصنوبر يُحني رأسه ،
والعصافير تعلو بين كوم الغيوم : " أشرار ، قلتُ ،.. وحوش كاسرة .." رن الصمت ثانية
، نظرت إلى الشمال ، كانت الريح تركض بين بحار النجوم ، تمتم الصوت :" لستُ كما
قالوا ، لم يكن بيننا غير ما بين قلبين جمعتهما يد الحياة الخفية فهل في ذلك ما
يشين..؟ أي عار فيه..؟ أي عار حين تتآزر كفّان لأجل أن يعلو جدار جميل .. ، " ، لم
أجب ، كنت مأخوذا بنبراتها المتوقدة تتلوها لغة روح كبيرة عامرة بالألق ، نظرت إلى
بضعة طحالب تتأهب للوثوب ، ألتفت إلى الوراء ، كانت عربات الرعود تركض فوق كوم غيوم
، عدت إلى حالتي الأولى ، رأيت عامود النور يتسع قليلا ٌ ، أنسل الصوت : " أجل
جمعتنا يد الحياة الخفية في ذات أصيل مثلما تجمع بين عينين ينظران إلى النور.. غير
أنهم غضبوا ، قالوا ليس منا في الطقوس، لم أفهم ما قالوه، سألنا وما هي الطقوس..؟
أليست دعوة لوحدة الإنسان، وأي شرائع هذه تباعدُ بين مدارات الأنس والألفة، قلنا
ولكن ما بيننا أكثر من الطقوس.... بيننا رواق الآباء والأجداد، منذ قرون تضمنا ذات
الأزقة والطرقات ، قبورنا متجاورة ، والأكف تتشابك في أيام الحصاد والقطاف ، في
لحظات الدموع وفي عزفات الطبول ، من منا قال في يوم ما هذا أيزيدي ، ذاك مسلم وهذا
مسيحي ، في بعشيقة وبحزانى لا يُقال هذا ... مصير مشترك منذ سالف الأزمان ، فأيّ
عارٍ فيه حين يضمّ بين الحين والآخر وحيث تشاء المقادير صحبة قلبين واحدهما تضمخ
برواء الجامع والثاني بشذى المعبد ..؟! المقادير أليست هي التي قاربت بين الأبيار
والشيوخ في أيام الشيخ حسن ..؟! هي التي باركت بين كادح من قرية ئيسيا وصديقة دربه
من بغداد ..بين درويش عبدي وعدول الفارعة الطول التي سلبت قلبه ذات ظهيرة ، عدول
التي إذ هوى درويش من صهوة العمر هوت معه ، جرعت السم ، قالت من دونه لا أطيق العيش
، وفهم الأجداد تلك الحالات ، فهموا أن للأرواح لغتها الخاصة ... أم ماذا يا قاتليّ
لو رجعتم إلى الوراء لقتلتموهم أيضا ...؟ أسألكم بطاؤؤس ملك الذي باسمه قتلتموني
عذابا، أسألكم لو كنت شقيقة أحدكم أأقدمتم ما أقدتم عليه من بؤس الفعال ....؟ ويح
جهالتكم أرثي فيكم سوء المآل والحال .." سكت الصوت، كانت أصابعي ترتجف أمام خيوط
المساء، و كنتُ أتساءل عن هذه القابضة على كنه الحقيقة في زمن تحرّك فيه الناس
المنافع الضيقة وتسيرهم عظام الموتى...، طفح الصوت : " لم نشأ الهروب ، لو شئنا
لحملنا الطريق إلى المدينة المجاورة ، قلنا نذهب إلى بستان ، فننظر إلى ما نحن عليه
من حيرة البال ، في البستان و بين ممراته المزدانة بالأعشاب قّلبنا الأمور ، قلنا
نبقى معا إنْ سمحوا مثلما سمح الأجداد لقسو وقرينته في أيام علي بك ، إن رفضوا نبقى
أيضا و نشيّع قلبينا إلى وادي الحسرات ، فما هو الحب إن لم يتجاوز الذات الصغرى إلى
ذات الجموع ، نبقى ولا نغادر ، هو مع الأهل وأنا في دار أبي ، قلنا نفترق وكل يحمل
صليبه ، فمن نحن من دون الجذور ، الجذور التي تهب الأشجار قاماتها ، نفترق ، ليس من
شيمة الأرواح السامقة أنْ تثير الفوضى وهي التي تنسق الخطوط والألوان ، هذا ما
أزمعنا عليه ...، كنا على وشك أن نقول وداعا لبعضنا الآخر ، وداعا وليس بيننا غير
براءة السنابل.. ، آه كم هم غلاظ القلوب.. ، وإذا بغتة تُداهمنا الشرطة.. ما الذي
يحصل في بلدي..؟ أية خطيئة كانت حين رأونا ...؟! ، لماذا جاؤوا ..؟ كانت بنادقهم
مشرعة ، حاصرونا ونحنُ ننظر إلى العصافير وعيون الزيتون ...، حتى أصابعنا لم
تتعانق، ما الذي يحصل..؟ قبضوا علينا كما لو كنّا قاتلين، الشرطة والمخبرون لماذا
لا يلاحقون الجناة، المخربين، واللصوص ويلاحقون قلبين باركتهما ملائكة الليل...؟
حفاة ضمير ٍ كانوا، هاجوا لرؤية الأنس والطيبة لأنهم لا يبصرون غير شهوات الجسد أما
متع الروح فغرباء عنها..، أجل ما الذي يحصل في بلدي ..؟ " بدت عيناها خلل النور
غابتين من حنين، كان الضياء ينهمر من الصخور، و عربات النجوم تسحب آخر أشلاء
المغيب، تابع الصوت: " سحبونا مكبّلين، تساءلت في سرّي: من هو المغلول..؟ نحن أم هم..؟
أخذونا ..، قلنا لهم: أتركونا، أذهب أنا إلى دار أبي، ويذهب هو إلى دار أبيه، قالوا:
لا.. رأيناكما معا ..، سألنا : ماذا رأيتم ..؟ انتكست رؤوسهم ، ماذا رأوا غير
هيكلين يبتسمان أمام الشمس ، وراء القضبان رموه ، و قادوني إلى بيت الشيخ ، وعدوا
أنْ لا يمسّوني بسوء ، أغلظوا الإيمان ، وقّعوا بالقلم ، قال المسئول : حسنا خذوها
، لكن إنْ حصل لها ما يؤذي نلاحقكم ، قالوا : وعد الرجال ..، أخذوني ، في بيت الشيخ
ثلاثة أيام وأنا أتقلّب بين الخوف والأمل ، في اليوم الرابع جاء الأقارب ، سلمني
إليهم .." ندّ عنها بكاء خافت و راحت الدموع تنحني على ياقوتة الآلام بين يديها ،
حينها وددتُ لو كنت هناك في ذلك الصباح أجمع كفي في قبضة فولاذ ، أطرد عنها الحشرات
الضارّة ، أسحقها دون تردد وأنا الذي أكره العنف ، غير أن للحلم حدوده القصوى
وبعدها لا تجوز إلا القوة العادلة التي تنم عن جمال هادئ لا يقل عن جمال السكينة
والسلام ، ألتهب الصوت : " معذرة أيها الشاعر ، منهمرة كالماء دموعي ، ولا أملك
غيرها سلوى في وحدتي وإنفرادي ، لماذا لم يدعوني أن أنهل من رحيق العمر .. كنت في
السابعة عشرة لا غير....، وبينا أنا خارجة من دار الشيخ ، تعالت أصوات في الباحة
المقابلة ، أصوات تنذرني بالويل ، .. صفعني قريب ، قلت محض غضب عابر يزول بعد حين ،
جاوزت عتبة الباب ، تعالت صيحات التهديد ، من بين الحشد ربما ثمانية ، أقل ، أكثر ،
لا أذكر ، أنقضوا عليّ كالغول ، حجرا حجرا ضربوني ، عاموداً ، عامودا ً حتى اندلقت
الدماء من أوصالي ، حتى رويدا رويدا خرجت أنفاسي وأنا أتلوى بَرَحا ، أئنّ ، أصرخ ،
أتذرّع أن يسمعوني ، لم يسمعوا ، هذه المرّة هوى أحدهم بجلمود على جمجمتي ، تدفق
الدم غزيرا ، غزيرا ً كالطوفان ، لم اعد أميز بين الألم والألم ، تكسرت الضربات على
الضربات ، امتزجت آهاتي بصرخاتهم المهووسة ، وإذْ فاضت روحي رأيتهم يهللون ... ،
ماذا يحصل في بلدي ..؟! أين كان الآخرون ...؟ لماذا لم ينقذوني من المحنة ..؟ أين
كانت الشرطة وقوى الأمن ، راقبوني من بعيد ولم يقتربوا ..، أين الدولة ..؟ كيف صار
وطني رهن شريعة الغاب ..؟! أين كان دعاة الكادحين في بعشيقة وبحزانى ..؟! .. دعاة
حقوق المرأة ...كم مرة ومرة سمعناهم يقربون أجنحة الخيال من الأرض. لِمَ لَمْ
ينقذوا شبيبتي..؟ أين ذهبت المعاول التي حملوها ضد الجور والاضطهاد، ضد الاستغلال
والمستغلين..؟ صحيح ، حملوها فقط في شعاراتهم ، في منشوراتهم السرية ، في اجتماعات
الأقبية والدهاليز ، نصيرو العمال ولفلاحين نسوا معاولهم في ساعة التجربة .. وهل
تُسْتعمل في غير مثل هذه الساعة..؟ أين كن المناضلات ، ثلاثة أيام بلياليها لِمَ
لَمْ يتحركن ، لَمْ يخبرن الجيش و منظمات حقوق الإنسان في المدينة المجاورة ، لِمْ
لَمْ يبرقن إلى بغداد ، أربيل ، برلين ، روما ، نيويورك وواشنطن ، كان في متاحهن
ذلك ، ما أسهل الاتصال في يومنا هذا ، لو فعلوا ، لهرع الطيبون والطيبات ولأنتفى
البلاء ، مجرد شعارات ، كلمات جوفاء ، تزجية وقت ، بطولة مع طواحين الهواء ، ماذا
سيقولون ، يّقُلْن بعدي للناس..للمبادئ ..، لسنين النضال الطويلة..؟ ماذا أقول أيضا
عن الشيوخ و الأبيار والقوّالين ..؟ عن ابتهالاتهم إلى الرب صباح مساء أن يقي بني
آدم الشرور وأنْ يعليهم فوق صهوة حصان الخير.. فلماذا لم ينجدوني بالخير...؟ لماذا
بحق البخور يملئون بها جنبات المزار...بحق الألحان الشجية تصدح في مزاميرهم مهللة
لمجد الإنسان ..؟! أين كانوا وأنا في طريقي إلى الجلجلة ..؟! لمَ لم يصرخوا بقاتليّ:
كيف تزهقون الروح.. ديننا من معاني طائر الحمام ، لم يرد في التراتيل أن نقتل ولو
ذبابة ..فكيف تقتلون الحياة ..؟ أين كانوا ..؟! ما معنى طقوس الدعاء لا تحول دون
النجيع ...؟! وأي ثقافة هذه لا تجهض السم...؟! أين كانوا ..؟ الأهل والأقرباء... ؟!
الزقاق و أصدقاء الطفولة, الأهالي أجمعون..أين كانوا ..؟ مثلهم كنت احلم بالأسرة
والأطفال... ، بأراجيح المساء، بثمرات الحقول نلمسها وتكبر فينا الأمنيات لغد أجمل
مضمخ بالفرح والزيت..." . سكت الصوت ، كنت مشدوها لا أعلم ماذا أقول ، مشدوها مثل
ظامئ تفجر بغتة أمامه ينبوع في صحراء تيه ، مثل معنى حائر لم ترتديه الألفاظ ، كنتُ
أغرق في يمِّ الحيرة ، عيناي زائغتان ، يداي تبحثان عن تعزية من الأشجار ، وقدماي
ترتجفان ، سرت خطوتين إلى الأمام ، جلست بين اكتظاظ الآهات :
" ماذا أقول يا دعاء ..، إني حزين ، حزين ويملؤني الغضب ...، أية قلوب تلك التي
سلبتك أعراس الفصول والأحلام التي كانت تطوق يديك كيف نحروها على بوابة آثامهم
...؟! لكن تعزّي انك نقيةٌ مثل عناقيد الثلج ، وقاتلوك من قتام العار ...إنك طاهرة
مثل الابتهالات في أديرة القدسيين ، وهم قميئون مثل البرك الآسنة ، إنك ابنة النور
وهم أفاعي الدياجير ، ويح ٌ لهم ، أية شريعة هذه تقيم للقلوب مأتما ً بدل أنْ
تتوجّه بأكاليل الورود ..، وأية تقاليد بالية تلك يشاد عليها كبرياء الطبول الجوفاء
..؟! كيف لم يحفلُوا بجبروت القوى الغير المنظورة وهي تُسَيِّرُ الخطى إلى دنيا
الحق ولا حقّ يعلو على النداء المنبثق من خلجات الأفئدة ، ولا خير يسمو على انصهار
مشاعر رائقة في محراب أخوة الأرواح ، الإخوة التي جمعت بين مم وزين ، و نفوهما
مثلما نفوك من دائرة الأفراح ، لا يا ابنة الربيع ، أيتها البريئة في عوالم الضجيج
والغبار ...ليس من ملكوت السماء أن تُجْهض لغةُ القلوب التي تخرج النفوس من أردانها
، وتُدخل الذات في دنيا الأخيار ، لغةُ القلوب بغمارها سرى المجنون إلى جبل التوباد
يسأل عن ريح ليلى ، تعزّي أيتها الشامخة بالروح إن مئات السنابل تنمو بين دماءك
الزكيِّة المتسرّبة في الأرض توطئة لثورة عارمة تحرر المعابد والدور من رجس التجار
، وخزعبلات الدجّالين ، واضطهاد المستغلين ، إن مقامك بين أكناف هذا الوادي الجليل
يعلو مقام الأبطال ، جهلة هم قاتلوك ، سفّاكون وفي أسوأ النعوت وبما لا تحتويه
الأساطير ، بهائم كاسرة من غير هذه الكوكب ومتمرغون في الحضيض..." . كان عامود
النور يكبر ، والضباب يشفُّ ، وكان وجهها يلقي آلامه بين كوم الأعشاب وفوق عيون
الوادي ، شَجُنَ الصوت :
" وقد غادرتُ سطح الأرض ، أذكروني ، فأنا منكم ، منكم في التفاصيل والجذور : في
عبادة الرحمن ، في الأيمان بالملائكة السبعة الأطهار ، في رحلة الصيف والخريف إلى
لالش .. في طواف الربيع حول أضرحة الأولياء، في أيام الصوم الثلاثة من كل عام، أنا
منكم وطالما أعنْتُ اليتامى والمساكين... وداعا بني قومي ، وداعا لم أسأْ لأحد ،
وأساءوا لي ، لدورة الكون ، للتاريخ ، للناس كل الناس ...، وأنت أيها الشاعر الغريب
في وطنه وداعا، وداعا أيها المفعم مثلي بالأحلام ، أيها المسكون بشغف الأطفال
الباحثين عن الفرح بين خرائب العالم ... يا من رأيتَ من أنا لأنك جرعت من ذات
الكأس، كأس الحياة، وداعا ولا تنسى أن تزورني بين الحين والآخر فتخبرني عن دورة
الأشياء... عن الطاحونة السمراء في ضاحية القرية ..كم أحبها ..عن أشجار الزيتون، عن
النسوة يغسلن الجلابيب عند عتبات الينبوع...عن حال أمي، أبي، وأخي...أعلم أنهم في
عذاب .. لم أرد بهم الأذى ... آذوهم قاتِلِيَّ ، تعال وحدثني أيضا عن الناس في
قريتي هل فيهم من يقتل من جديد .. لا أرجو ذلك ..، أرجو أن أكون آخر من قَتلوا...
وداعا ... " . تلاشى صوتها ، كانت الدموع تنهمر من عينيّ في هيئة قوس قزح ، وكان
عمود النور يصعد قليلا ثم يهبط في توءدة وحنوّ إلى قاع القبر ، ركضتُ نحوه ، تلاشى
ولم يبقى بين يدي ّإلا الفيض ، و ظلال ضياء ، ورأيتني وحدي والقبر والجبل وصراخ
الهضبات ، لملمتُ باقة من النارنج وأوراق الكستناء ، رفعتُ عن الأرض حزمة أحراش ،
شدّدْتُ بها الباقة ، بللتهُ بقطرات الضباب ، حزينا ً وضعتهُ فوق القبر أمام حضرة
النجوم وعيون القمر الأزرق ، رجعتُ إلى الخلف ، أينعتْ زهرتان ، هبطتْ أسراب
العصافير ، كنتُ أسمع دقات الناي والدفوف ، ووقع خطى الملائكة..، في منحدر الجبل ،
في طريقي إلى الكهف ، قلت : هذا آخر يوم لي في الخلوات ، لا بد أن أنزل إلى المدينة
، لا يمكن أن أتركها للوعول والذئاب ، للسماسرة والمرائين ، لنشعل الثورة ..آن
للعشق أن يضئ دهاليز الأرض ....، يسقط القتلة والدجّالون ...
* نشرت في مجلة الصوت الآخر الصادرة في أربيل في 23-5 -2007
jasimmurad@yahoo.com
بلقيس حميد حسن - قـُتلت دعاء
Wednesday, 16.05.2007, 09:36pm
(GMT)
بلقيس حميد حسن -
قـُتلت دعاء*
دعاء
وطافت الاحجار في ايديكمُ بغضاً وحقدا
قـُتلت دعاء اليوم فابتهجوا
فقد حررتم ُ كل المعابد ِ
والكنائس والجوامع
قـُتلت دعاء ..
عيونكم تجتاحها مثل الذبيحة
الشهوة الغضبى تطاير َ نارها
كل ّ ٌ يقول بقلبه ِ
لابد ّ َ لي انا دون غيري يارجال
وكيف تعشق دون غيري؟
كلّ ٌ اراد َ له ُ دعاء
بعيونكم خزي الجريمة
وكل مَن ْ حمل َ الحجارة فهو للشهوات جائع
صوبتم ُ الحجرَ الجبان لصدرها البضّ الصقيل
لشعرها كالليل والقمر الوحيد
يزقزق الفجر البهي بوجهها
وشبابها قض ّ المضاجع
فأثار َ اسرارَ الأسرة والملايات المبللة ِ الكئيبة
اواه من كذب الرجال على النساء
حين َ المراد يكون صعبا ً
ويكون جهدهم ُ هباءً
لا لقاء ولا منال
كل ّ ٌ اراد َ له ُ دعاء
ودعاء ترفضكم جميعا ..
احجاركم قالت عصارة خوفكم
احجاركم فضحت لكم كل النوازع
اشباه اشباه الرجال
قتلتم ُ حبا بريئا
رجمتمُ في قتلها كل الفراشات الجميلة
في قتلها أرّختم ُ موت َ الحمائم ِ في العراق
في قتلها
اشعلتمُ نار الحرائق والجحيم
عبـّدتم الزمن العسير لما تبقى من فواجع
اواه من كبت الغريزة في الرجال
اواه من سلطانهم
نزعاتهم
غضباتهم
احقادهم
أنسيتم كيف الحضارات القديمة دُمرت ؟
بيد ِ الرجال
حين الغرائز تحتبس
فهناك ثورات ٌ وتدميرٌ وقتل ُ
احفاد ُ هولاكو وهتلر
أسمعتم ُ في كل تاريخ ِ الحضاراتِ القديمةِ والحديثة
أن انثى ترجم ُ العشّاق حتى الموت في فرح ٍ وبهجة ؟
ماذا أردتم من دعاء ؟
ماذا أردتم للعراق؟
هل تعلنون الحرب ضد الحب رجما ؟
أم توقفون الكون في احجاركم ؟
الكون حي ّ يارعاع
الكون تحرسه نجاوى الحب
كي تسري مياه الانهر الزرقاء
تحميه رسائل كل عشاق الحياة
والارض تثمر في قلوب احبة ٍ للحب تسهر
الارض رغم الرعب تمضي
وتظل اغنية دعاء
وتظل ُ في صوت ِ الطيور ِ كما الحنين
كما الغناء
وتظل رقصات السويعات الأصيلة
سوف تدخل في نواميس الطبيعة
سوف تبقى حلم عشاق الغد الآتي
وناي الشوق والحلم الكبير
ها وجهها كالصبح طلّ على الجرائد والمواقع
ها وجهها قد اعلن التحرير للعشق السجين
واللعنة الكبرى لكم تبقى على مر السنين
اللعنة الكبرى لكم تبقى على مر السنين
دعاء الشابة العراقية
شهيدة الحب التي قتلت رجما بالحجارة والتي اعلنت بموتها ان الحب بين البشر
لايعرف الفوارق مهما كانت..
حكيم نديم الداوودي: الى دعاء وهي تواجه
حَجَرالتخلف كي لاتموت بلا قضية
Monday, 07.05.2007, 07:58pm
(GMT)
شكوى
الى دعاء وهي تواجه حَجَرالتخلف كي لاتموت بلا قضية
أنا لم أولد امرأة ولكن المجتمع صاغني على هذه الصورة
ـ سيمون دي بوفوار-
حكيم نديم الداوودي
أيَتّها المُلطّخة
بعفافكِ الأبيض
أيتّها الراحِلة
بِحَسْرتكِ
الدّفينة أمام
عدالة السماء!
أيتها المُغتالة
بشبابكِ المغسول
بندى ربيعكِ
المسروق.
يا أختَ شيرين
المخطوفة تحت
تهديد الوجوه
المقنّعة
أيتّها الوردة
الدامية المبعثرة
بآهاتك الحبيسة
على بلاط الإسمنت
تُرى لماذا حبسوكِ
في هذه الدّار المهجورة
آهٍ لصرختك
القاطعة لنياط القلب
ولا تسمعك
غيرحمائم ساعات السّحر
وأنتِ تطلقينَ في
صمتكِ الأبدي
ندائكِ لآخرعرش
السّماء.
يا أختَ شيرين
نامي بدمكِ
المهراق
كي لا توقظك ثانيةًً
زعيق منظماتنا
المدنية
والأنسانية جداً
نامي بهدوءٍ
ولا تصدقي بعد
وداعكِ الأبدي حواليكِ
أنهم ذئابٌ وحوشٌ،
وليسوا ببَشر.
أحاديثهم
هراءٌ في هراءٌ
وكلامهم هواءٌ في
شَبكٍ
وليس همّهم إلاّ
النّيلَ من العِفة أو قضاء الوَطر.
وما قالوه في
الإعلام
حول المرأة سحابة
صيفٍ
وما يقولونه في
الأماسي كَطّل وابلٍ
على صَفحة حَجَرْ.
أختاه أتدرينَ
ماذا يعني
عصر المصالح بلغة
العَولمة
أنه عصرأفول
القِيم
ورَواجٌ لسوق
الغَدر
لاشأنٌ للعلم
عندهم ،
ولا وزنٌ للفكر
وكل شيء دون
العُرف أستفهامٌ للخَطَر.
إن أحببتَ
ظل زمَن العُهر
على غير هواهم
حسبوكِ ذنبٌ
وعاركِ لا يُمحى
إلاّ بألفِ ضربة
سيفٍ
والقلب ليس قلبٌ
إذ لم يتحوّل لديهم الى حَجر.
وخَلفَ رُزم
الدولار يُخفون القاتلَ
وقَتلكِ في مراكز
الشكوى يُسَجّل
في عِداد حوادث
القضاءٌ وَالقدَر.
آهٍ كم كنتِ
وأقرانكِ المصُونات
كَمُقلة العين
عندهم في رسائل الغرام
وفي أغاني أماسي
اللقاء
أنتِ وحَدكِ كِدفء
الشّمس،
ووجهكِ ساعة
الخداع يُضاهي ضَوء القَمر.
ومن جَوى الفؤادِ
أهمسُ
لروحكِ البريئة
ولأمكِ
المكلومة
فصبرٌجميلٌ لصَمتكِ
وفي المِحَن
لايرجع العَويل
من غائبٍ
بلْ يزيد من غلواء
القهر،
والنفّس اللئيمة
لا تجَدي معها
الرّجاء أبداً
إذا القلوبُ قُدَّتْ مِن صََخَرْ.
لماذا يقتل الحمام في... جبل سنجار ..؟! - روفند اليوسف
Saturday,
05.05.2007, 08:34am (GMT)
لماذا يقتل الحمام في... جبل سنجار ..؟!
-
روفند اليوسف
:
rufend@hotmail.com
بماذا عساني أن ارثي نفسي وأقول فيك يا دعاء بعدما شاهدت عيناي مقتلك الفظيع
بالطريقة المشينة من قبل ذكور بوهيميين وفي وسط القرية وهي مسقط راسك
.
ماذا فعلتِ حتى تحاكمين بهذه القسوة التي قلما تحصل في أمم ادعت التحضر
والديمقراطية والإنسانية.
ما أثمك يا دعاء لتتلقين كل هذه الضربات القاتلة والمميتة والتي كانت تأتيك من كل
حدب وصوب ومن أناس متوحشين ليس في قلوبهم مثقال ذرة من الإنسانية والرأفة
.
ماذا فعلتِ يا دعاء حتى تنشر صورك وأنت نصف عارية على صفحات الانترنت هكذا مجانا
فقط لتشفى غليل قالتيك .. وأنت تقاومين بإخفاء وجهك الملائكي براحتا يديك
العفيفتين عن مرآي جلاديك الأغبياء بالرغم من تلقيك كل هذه الضربات الموجعة
...
إنه الخجل والحياء الكرديين
انها الكردية الأصيلة ... أية جريمة فعلت .. أحببت كردا مسلما .. أحببت عربا ...
أسلمت .. غيرت من دينك
...
في زمن الرسول ( ص ) رجمت امرأة فرفع خالد ابن الوليد حجرة كبيرة ليلقي على تلك
المرأة فقال له الرسول : قف يا وليد لا ترميها بهذا الشكل
.
ان هذا التصرف الذي شاهدناه عبر الانترنت وعبر وسائل
الاعلام الكردية والكردستانية لا يقوم به ألا السفهاء � الذين لا يمتون بصلة إلى
شيمنا الكردية الأصيلة � كانت صدمة ومناجاة لكل المجتمع الكردي والكردستاني
والعالمي . علينا أن نردع مثل هؤلاء المسيئين والجهلة المنحطين لقيمنا الإنسانية .,
ونقول للشهيدة دعاء ان ما حصل لك , من جراء هذا التصرف الأحمق , من تلك النفسوس
المريضة من هذه البيئة المتسلطة التي لا تحمل في قلبها ووجدانها وضميرها أية سيمات
الإنسانية في العالم .
واعلمي يا دعاء أن الذين شاركوا بهذا العار سيرجمهم التاريخ واحدا بعد أخر ولن يترك
أحدا منهم فان هذه الجريمة البشعة والقذرة لا يتحمله عقل إنسان حتى الذين يعيشون في
مجاهل إفريقيا
.
واعلمي أيضا يا دعاء أن التاريخ لن ينساك وسيحتفي بك دوما فارقدي في قبرك بسلام يا
حبيبتي ....فانا موجوع بك كثيرا حتى الثمالة... فلن تكفيك دموع العالم كله يا عروسة
كردستان .
فارقدي يا طفلتي الصغيرة واسند قلبك الجريح إلى جبل سنجار وكوني مطمئنة أن الرب لن
يسامح كل من رماك بحجر وما أقسى الحجر
.....
اسندي قلبك الكبير إلى جبل سنجار ونامي بهدوء يا حبيبتي في كردستان وطن الدم
والشهداء ...........؟؟؟!
* -
د . روفند اليوسف : شاعرة من قامشلو
شعر : قوباد جلي زاده: الحجر .. ودعـــــاء
Friday, 04.05.2007, 12:58pm (GMT)
الحجر .. ودعـــــاء
شعر : قوباد جلي زاده
ترجمة : قيس قره داغي
عذرا لشاعرنا الرقيق قوباد جلي زاده حيث
نشرنا تعليبا لفاكهته الشعرية ناقصا من أهم وصلة فيها وهي الحجر الثالث من قصيدته
الجميلة ( الحجر ودعاء ) والتي أخترناها من بين عشرات القصائد التي قيلت في موت
الملائكة ( دعاء ) الكارثي التي ذهبت ضحية العقل الرجولي الطاغي على مجتمعنا الذي
يراوح بين الأنطلاق نحو الشمس والإلتفات الى ماض يلفه سحابة من الفايروسات التي
تتغذى بحياة المرأة بكل ما فيها من جمال وحيوية ودفق . أننا وجدنا قصيدة الشاعر
ناقصة في موقع كوردي غير إننا وجدناها كاملة في موقع آخر ولكن بعد نشرها في أكثر من
عشرة مواقع ألكترونية ، فمعذرة الى الشاعر وعشاقه في كل مكان وأنا أحدهم .
دعاء قبل رجمها بأيام
(( 3 ))
باحة الورد مقفرة ، فقد فتحنا أحضاننا
للمديّة
معرض الفراشة مقفر ، فقد فرشنا أكفافنا
للعاصفة
صالون
دعاء
مقفر ، فقد أصطفنا جميعا لجمع الحجر !
هنالك في
بعشيقة ، لا
يخلو قلب رجل من البغض . !
هنالك في
بعشيقة ، لا
تخلوا عين رجل من الدم .!
هنالك في
بعشيقة ، لا
تخلو يد رجل من حجر .!
أيتها الارض :
أسلبي بغضنا وأمنحينا النجوم .
أسلبي منا الدماء وأمنحينا الزيتون .
ردي هذه الأحجار .. وأمنحينا العشق .
(( 2 ))
أرفع حجرا من صدر
دعاء ..
وأرمي به صلبان الكنائس !
أرفع حجرا على قلب
دعــاء
..
وأرجم به منائر المساجد !
أرفع حجرا على رأس
دعاء
..
لأرشق به نافذة الامير !
سأبني سورا عاليا من الحجر
كي لا أرى نبيا آخرا
سأبني حائطا من الحجر !
كي لا أرى كتابا مقدسا !
سأبني سورا عاليا من الحجر !
كي لا أرى إلها آخرا !
(( سأرتل أنا دعاءا وردوا من بعدي _ آمين
)) *
كل من عبث بخيط من شعر
دعــاء
السرح
فليتحول الخيط حبلا حول رقبته .
كل من ركل جسد
دعــاء
الطاهر
فلينبت خنجر سرطان في حشاشته
كل من رشق رأس
دعاء
الشامخ
فليمتلئ كبده صخورا من السم .
(( 1 ))
قال
الأمير
:
أجمل الصخور هي ،
تلك التي تتلون بدفقات دماء (
دعاء
)
قال الأمير
:
أقدس الصخور هي ،
تلك الصخور السوداء التي
تتهشم على رأس (
دعاء
)
قال
الأمير
:
أثمن الصخور هي :
تلك التي ترصف على قبر (
دعاء
)
قالت
دعاء
:
أنتم تستعيرون الحجر من طيور الأبابيل
كي ترجمون بها أسراب الجمال
تستعيرون الحجر من مراقد الأئمة ،
كي تهشمون بها مصابيح عشق الأزقة
أنتم تقذفون الحجر في كل ينبوع
حينما يتعرى القمر فيه !
ترشقون كل شجرة توت ،
حينما تغدوا ثمرتها عسلا !
ترشقون كل قنديل ،
حينما تهدق بصرا
مصائدكم تمتلئ حجرا
تتصيدون به التحلق
قبضاتكم مملؤءة بالحجر
لقتل الفراشات !
تهدمون قلاع الحرية و ....... تسرقون
منها حجرا
تنسفون صروح المساواة و ...........
تسرقون منها حجرا
تهوون قصور حقوق الأنسان و ...... تسرقون
منها حجرا
أنتم : تصنعون من الحجر
طواحينا لطحن نهود
الدعائات
تصنعون من الحجر مضاربا لدك
أفئدة
الدعائات
تصنعون من الحجر حادلات
لتسوية عيون
الدعائات
تقول
دعاء
:
تقدسون الحجر
حينما تريدون إثارة جحر للزنابير
حينما تحلجون جنح عصفور !
حينما تكحلون عين فانوس
حينما تدقون رقبة وردة
أنتم ملئى بالصخور العملاقة
معابدكم ملئى بالحجر
كنائسكم ملئى بالحجر
مساجدكم ملئى بالحجر
مضائفكم ملئى بالحجر
جيوب
الأمير
ملئى بالحجر
(( * )) بيت مشهور من غناء كوردي يقرأ مع
مقام سحر
برآئتي من الرجولة ،، خشوعا
أمام جسدك الطاهر يا دعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء -
كتابة من دموع الرجل حمه كريم
Thursday, 03.05.2007, 06:35pm (GMT)
برآئتي من الرجولة ،، خشوعا أمام جسدك الطاهر يا
دعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
-
كتابة من دموع الرجل حمه كريم
عزيزتي دعــــــــــاء
:
أسمحي لي أن أطأطأ رأسي أكثر أمام ذلك الجسد الملطخ بالدماء ، فقد ذهبت أنت المرأة
ضحية عقلي ، أنا الرجل ، فقد ذهبت قربانا من أجل صيانة شرف آبائي ووأجدادي
!!!
أه عزيزتي
دعـــاء
، صدقيني كنت أمقت هذا الاسم ( دعاء ) ، ولكن عندما شاهدتك مرمية تحت رحمة برابرة
مجتمع رجعي حتى النخاع ، قتلة الأنسان ، أشباه الانسان ، وهم يسلخون ذلك الجسد بكل
وحشية ، تغيرت الصورة أمامي ، بت أنسانا آخرا تتقطر منه عرق الخجل ، أنهم سلخوك
بجريرة الشرف ولكننا شاهدناك وأنت في سكرات الموت كيف تمدين يدك العاجزة عن الحركة
الى ثوبك وتغطين به عورتك التي كشفها الضرب المبرح للوحوش ، أه كم كانت معبرة تلك
الصورة ، أه كم كنت عظيمة أمام ذلك الحشد الفاقد للشرف والقيم الانسانية ، حشد من
الجبناء تكالبوا على جسد هو الشرف بعينه ، دعيني أن أعلن عن خجلي لانني رجل كأولئك
الجبناء وأحمل هوية جنسهم ، الآن ، ألآن أصبحت كلمة
دعاء
أجمل ما تحتويه قواميس اللغة من كلمات وأصبحت المرفأ الذي تركن فيها سفن الحرية ،
حرية المرأة ، حرية العشق ، حرية الاختيار وحرية ال........................
!!! .
أنت ، يا من أصبحت هدفا لتفريغ بغضنا وحقدنا وأنانيتنا وعنجهيتنا نحن الرجال
:
ملحمتك ، تلك التي سجلتيها بالقان من الدماء في بلدة بعشيقة ، حولتك من مجهول الى
علم من الاعلام ، فقد تصدرت ثورتك على الجهل مانشيتات الصحف العالمية ، وألهبت
مشاعر مئات الشعراء والكتاب ، فقد حار الشاعر الولهان بحثا عن صورة شعرية دون أن
يفلح وأصبح من لم يقرأ سطرا من الشعر شاعرا أزاء مشهد عرسك الدموي ، فتاة في ربيع
عمرها تسير صامدة نحو جنان القلوب وفراديس المحبة ، ربما تصدقين أو لا تصدقين ومن
حقك أن لا تصدقيني لانني رجل تافه ، إنني حينما شاهدت فضيحة قتلك قابلت المرآة
وبصقت على صورتي ، صورتي الرجولي التي تمثل كل الوجوه الرجولية ، لقد شاهدتك على
غير صورتك ، شعرك كان أشعثا ، ووجه ملطخ بالأحمر القان من الدماء ، يدك الناعمة
كانت أهزل من أن تسحب التنورة البيجية على الجسد الطاهر العار ، فمن حقك أن لا
تصدقيني لان كل من رجم جسدك كانوا رجالا وأنا مع شديد الاسف أحمل هويتهم المشينة
والمهينة ، لكن أرجوك أن تصدقي دموعي التي تنسكب على هذه البرآءة المكتوبة أمامك
أيتها الخالدة والتي تندفق من الوجدان بكل حرارة ، فمقتلك ثورة على الجهل المزمن
للرجال أصحاب العنجهيات الفارغة ، أولئك الذين توهمهم عضلاتهم بانهم أرفع شأن من
النساء .
أنهضي
يا دعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
من لحدك ، فأحبتك في إنتظارك بخشوع واقفون ، فقميصك الأحمر بات شعلة بيد الذين
ينادون بالحرية ، تلك الحجارات التي أنهالت على جسدك باتت أقدس من أي حجر وأثمن من
سواه ، فأنا أسعى بالرأس قبل القدم لتقبيل تلك الحجارات التي تلونت بلون دمك فاليوم
هو عرسك وقد شاهدنا قبلك أعراسا
.
أه ، من الرجال وعذرا
يا دعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
شعر : قوباد جلي زاده:
الحجر ..
ودعـــــاء
Friday, 04.05.2007, 12:58pm (GMT)
شعر : قوباد جلي زاده:
الحجر .. ودعـــــاء
ترجمة : قيس قره داغي
(( 3 ))
باحة الورد مقفرة ، فقد فتحنا أحضاننا للمديّة
معرض الفراشة مقفر ، فقد فرشنا أكفافنا للعاصفة
صالون
دعاء
مقفر ، فقد أصطفنا جميعا لجمع الحجر
!
هنالك في
بعشيقة
، لا يخلو قلب رجل من البغض
. !
هنالك في
بعشيقة
، لا تخلوا عين رجل من الدم
.!
هنالك في
بعشيقة
، لا تخلو يد رجل من حجر
.!
أيتها الارض :
أسلبي بغضنا وأمنحينا النجوم
.
أسلبي منا الدماء وأمنحينا الزيتون
.
ردي هذه الأحجار .. وأمنحينا العشق
.
(( 2 ))
أرفع حجرا من صدر
دعاء
..
وأرمي به صلبان الكنائس
!
أرفع حجرا على قلب
دعــاء
..
وأرشقها نحو نافذة الامير
!
سأبني سورا عاليا من الحجر
كي لا أرى نبيا آخرا
سأبني حائطا من الحجر
!
كي لا أرى كتابا مقدسا
!
سأبني سورا عاليا من الحجر
!
كي لا أرى إلها آخرا
!
((
سأرتل أنا دعاءا وردوا من بعدي _ آمين )) *
كل من عبث بخيط من شعر
دعــاء
السرح
فليتحول الخيط حبلا حول رقبته
.
كل من ركل جسد
دعــاء
الطاهر
فلينبت خنجر سرطان في حشاشته
كل من رشق رأس
دعاء
الشامخ
فليمتلئ كبده صخور من السم
.
|