رمزحرية المرأة الكوردستانية
وقائع
الجريمة
النكراء في (7 نيسان 2007) في قرية بحزاني
في محافظة الموصل، حين قتلت الفتاة
دعاء اسود
دخيل
،
بعد أن تسلمها رجل دين أيزدي
(القوال
سليمان) من مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي لجأت ليه
طلبا للحماية وخوفا من العقاب الأسري، لكن رجل الدين
القوال سليمان لم يتمكن من الأيفاء بهعده،
حيث هشمت الفتاة سحقا بالحجر على يد رجال أيزدية غاضبين. وقد صورت وقائع الجريمة
ونشرت على مواقع في الأنترنيت.
يصعد مع دعاء عدة رجال إلى سطح منزل، وهناك يمسك احدهم بورقة
يتلو منها جملا غير واضحة ، يفهم منها انه يطلب منها التوبة والعودة إلى دينها قبل
قتلها ، وفجأة يرميها هؤلاء من على السطح إلى الشارع ، حيث يتجمهر هناك في الأسفل
أكثر من ألفي شخص ، ينتظرون ضحيتهم ، وما أن تسقط دعاء إلى الأرض حتى يهرع الكل
إليها ، فيجردونها من ثيابها ، وفي الوقت الذي نرى دعاء تخفي وجهها بيديها ، يركلها
شاب هنا ويرميها بحجر رجل من هناك ، وفجأة نجد رجلا سمينا يحمل بيديه خفانا ( بلوك
أو ما يسميه المصريون طوب ) يرفع الخفان عاليا ويهوي بها على رأس دعاء ، لتتفجر منه
خيوط الدم ويتناثر دماغها حول جثتها التي تنتفض لتسلم الروح لرب كان يرى ويشهد ما
يحدث تحت سمائه ، وهنا تتعالى الصرخات مهللين باسم الملك الطاووس ، في الوقت الذي
تعلو زغاريد النساء على مقربة من مكان الحدث ، و يتدافع الرجال الصناديد ليأخذ كل
حصته من الضرب ويتسارعون إلى قطع الحجارة و الطوب ليهووا بها على رأسها وظهرها
العاري ، هنا تثور النخوة برأس احدهم فيلقي ياقة سوداء مخططة على وركها ليخفي قليلا
من جسدها الذي يشاع للناس والله، والطيور والسماء التي هي في الأعلى.
بعد ذلك يتم تمزيق جسدها ، ويتم ربطها بسيارة لتسحل في شوارع
البلدة وترمى في النهاية في القمامة. تمنيت انه لم يحصل لها ضرب وركض ورجم بحجارة صغيرة بل موت سريع يريحها. أعجب أشد العجب من عدم سماع صراخها أو استنجادها بأحد من الحضور من شبح الموت. هل تكون قد اقتنعت بان هذا مصيرها وعليها القبول بذلك. أم ان شيئ قد ربط على لسانها كي لا تبث الرحمة في قلوب الجناة. ومن يدري فقد تكون قد اعطيت ما يذهب عقلها قبل الجريمة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لم يصدر من المجلس الروحاني بيانا
يستنكر فيه لتلك العمل الهمجي ضد تلك الفتاة ، ولكن هناك سؤال اخر يجب ان يطرح قبل
هذا السؤال الا وهو لماذا لم يحل مشكلة الفتاة من قبل المجلس الروحاني قبل تضخيمها
علماً بان الفتاة كانت في دار القوال سليمان(العضو الفعال في مجلس الروحاني) لمدة
ثلاثة ايام فاذا لم يتمكنوا من حلها على الاقل تنقل الفتاة الى مكان اخر لحين ايجاد
الحل المناسب كما ان دار الامير ومجلسة الروحاني في ئيسفنى لم يبعد عن بحزاني سوى
بضعاً من الكيلومترات،كما ان المدة بين قتل الفتاة وحادثة قتل الشباب غدراً في
الموصل 15 يوماً، بل ادانوا تلك العمل الهمجي من قبل الكثير من الشخصيات والمراكز
الثقافية حيث اصدر مركز لالش الثقافي بعد حادثة قتل الفتاة وقبل حادثة الموصل
المشؤومة بياناً استنكر فية حادثة قتل الفتاة بهذه الطريقة ، وحتى قبل يوم من صدور
بيان المجلس الروحاني كان هناك لقاءاً في تلفزيون كوردستان /دهوك مع بير خدر سليمان
وفهيم عبدالله و زكية سيد صالح وحاولو من خلال هذا اللقاء التلفزيوني ايصال الحقيقة
الى الشارع على ان الفاعلين لتلك الجريمة بحق فتاة لم تكونوا الا شلة قليلة من
الشباب الطائشين الايزديين.
تعريفنا للرجال: هل كل من لديه (ذكر) يصنف رجل.. مؤكدا لا، فالأصح كان يجب أن يكتب كاتب المقالة (حشد من الجبناء)، أو (حشد من الحيوانات) ، أو (حشد من الرعاع). ف الرجولة تعريف شمولي يشمل الجنس وأيضا مكتسبات فكرية وثقافية وإنسانية سامية، والرجل هو الذي يحترم الناس ويراعي حرماتهم ويعمل بإنسانيته، ولكن هؤلاء ليس فيهم من الرجولة شيء، ولن أقول هم نساء، فالنساء هم رمز للإنسانية والرحمة والأنوثة والاحترام، بل هؤلاء ليسو من صنف البشر ولا حتى من صنف الحيوانات، إنهم أدنى من ذلك بكثير، فلعنة الله عليهم وعلى من هم على شاكلتهم، لقد دخلت امرأة النار لأنها حبست قطة ودخل رجل الجنة لأنه سقى كلبا حسبما جاء على لسان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. إن كل من يقتلون النساء والأطفال والشيوخ والعزل والآمنين بإسم الدين (والدين براء منهم) وبإسم العصبية سواء الدينية أو العرقية أو المذهبية لا يجب أن نصنفهم ضمن تصنيفات كل ما هو (إنسان) بل هؤلاء تخلو عن إنسانيتهم وعن أخلاقهم ونزعو الرحمة من قلوبهم، فويل لهم من عقاب رب العالمين، وليتوبو عسى الله أن يقبل توبتهم.
دعاء تستحق وبامتياز كبير لقب (سيدة شهداء القرن
الواحد والعشرين) . وأن استشهادها بالطريقة التي نفذها الأنذال القتلة الجبناء هي
أسوأ حادث مأساوي لهذا العام (2007)، مع ان دعاء ضربت مثلاً رائعاً وعاليا جداً في
الجراءة والشجاعة وقوة الايمان وعظمته اللامتناهية، بل ليس من المبالغة إذا زعمت إن
أيمان دعاء يوازي أيمان ربع العام كله!. وان الطريقة البشعة التي قتلت واستشهدت بها
السيدة الشهيدة الفاضلة دعاء تذكرنا بالطريقة القاسية والمرعبة التي عذب بها سيدنا
عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام وكاد أن يستشهد لو لا ان نجاه الله عز وجل
ورفعه اليه مكانا عليا كما يحدثنا بذلك القران الكريم ! . تقبل الله الشابة الشهيدة باذن الله (دعاء) في جنات النعيم، وجعلها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. ولئن كانت دعاء قد فارقت الدنيا الفانية وهي في السابعة عشر من عمرها فحسب، إلا أنها قد نالت ذكرا خالدا في التاريخ وستذكرها الأجيال الكردستانية و العراقية ربما لمئات السنين..فمن قتل انسانا بغير حق فقد قتل الناس جميعا .. الله يرحمها والله ينتقم من القتلة المجرميين.
القاء الصحفي مع والد دعاء خليل اسود |